اجتناب الجلسات غیر المثمرة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
16. التوجّه الدائم والذکر المستمر لطافة الروح والعلاقة بالشعر

بالرغم من أنّ سماحة الاستاذ یتمتع بحافظة قویة وذوق جمیل یمنحه القدرة على أن یکون مجلسه فی السفر والحضر مقترن بأنواع اللطائف والظرائف المفرحة وبالتالی یثیر مجلسه السرور والنشاط فی قلوب الجالسین فلا یشعرون بالتعب والضجر فی حالات السفر وما یتضمنه من أتعاب ومشاکل، إلاّ أنّ الاستاذ فی نفس الوقت یتجنب الحرکات والأعمال الافراطیة وغیر الهادفة من جهة، ویهتم بعنصر الانضباط فی جمیع الأعمال من جهة اُخرى، ممّا یسبب أحیاناً بعث حالة الانزعاج والکدورة لبعض الاخوة والأصدقاء، لأنّ اهتمامه بالأمر ومحدودیة الوقت، وکثرة مشاریعه الفکریة والتحقیقیة واهتمامه من جهة اُخرى بالتألیف من أجل خدمة الدین والنهوض بالمجتمع الإنسانی، یؤدّی إلى أن لا یقبل الاشتراک فی جلسات اعتباطیة أو دعوات للضیافة إلاّ بعد تعین وقت البدایة والنهایة لهذه الجلسات والدعوات، مثلاً یقول: «إنّ الوقت الذی تستغرقه الضیافة من البدایة والنهایة مع جمیع المقدّمات وتناول الطعام ینبغی أن لا یستغرق أکثر من ساعة واحدة».

وقد تجلّى هذا الاهتمام بالوقت وتجنب اهدار الوقت والزمان فی البحوث العلمیة غیر المثمرة أیضاً، ولذلک فانّ سماحته یذکر فی کتابه القیم «القواعد الفقهیة» فیما یتعلق بالبحوث غیر الهادفة وغیر المثمرة لدى الاُصولیین والفقهاء (بعد بیان امتیازات الفقه الشیعی وافتخار علماء الشیعة فیما یتعلق بتدوین علوم أهل البیت الطاهرین(علیهم السلام) وما حظی به الفقه والاُصول وعلم الحدیث والرجال لدى الشیعة من العمق والسعة) ویقول:

«لکن مع الاسف أنّ هذا التوفیق العلمی الکبیر اقترن بنقائص مهمّة نشأت من عنصر الافراط أو التفریط، لأنّنا نرى وجود مسائل کثیرة لاسیّما فی علم الاصول قد اختلطت مع مسائل مفیدة اُخرى ولا یترتب علیها أی ثمرة معقولة ومعتبرة، والعجیب أننا نرى زیادة هذه المسائل غیر المثمرة فی کل یوم بحجّة کشف الحقائق واتساع مساحة هذا العلم، وبهذه الزیادة یمکننا أن نتوقع لهذا العلم مستقبلاً غامضاً ومظلماً».

ثم یستعرض الاستاذ موارد عدیدة من هذه المسائل الخاویة فی علم الاُصول، ویشیر إلى أنّ البعض تمسک لاظهار ثمرة عملیة لمثل هذه المسائل بمسألة النذر وأنّ المکلّف قد ینذر أمراً معیناً یرتبط ببعض مسائل العلوم المختلفة، ولکنّ أی عاقل لا یجد فی نفسه ضرورة طرح جمیع هذه المسائل فی علم الاُصول، ویشیر الاستاذ أیضاً إلى عنصر الخلط فی عملیة الاستدلال على المسائل الاُصولیة والفقهیة بین الاُمور الحقیقیة والاُمور الاعتباریة ویقول:

 

«فصارت هذه الاُمور وأمثالها تفنی مدّة طویلة من أحسن أیّام شباب طلاّب العلم وشیئاً کثیراً من نشاطهم العلمی وقواهم الفکریة وتمنعهم عمّا هو أهم وأنفع، فاصبحت هذه المشکلة بلاءً للعلم وأهله، ولهذا وغیره صارت أبحاثنا الفقهیة الیوم تدور غالباً حول أبواب العبادات وشیء طفیف من المعاملات وبقیت سائر المباحث القیمة متروکة ومهجورة إلاّ عند الأوحد من العلماء الأعلام.

ومن العجب أنّ کثیراً من الباحثین مع علمهم بجمیع هذه الاُمور إذا اشتغلوا فی البحث لا یملکون أنفسهم عن متابعة الباقین، نسأل الله تعالى ونبتهل إلیه سبحانه أن یبعث أقواماً ذوی عزائم راسخة یقومون بأعباء هذا الأمر ویهذّبون علوم الدین وینفون عنها هذه الزوائد، ویهدون طلاّب العلم إلى سواء السبیل، ولست أنسى أنّ بعض الاساتذة الکرام یرى أنّ التعرف على مثل هذه المسائل لا یخلو عن شبهة شرعیة، ولعل ذلک بملاحظة ما نرى من أنّ الإسلام الیوم فی أشدّ الحاجة إلى العلماء الذابّین عن حوزته بعلومهم النافعة، فصرف الوقت فی غیرها یمنع عن هذه المهمّة»(1).

والملتفت للنظر أنّ بعض أصدقاء(2) الاستاذ وأصحابه یؤیدون حالة الاستاذ هذه فی اجتنابه الجلسات غیر الهادفة التی لا تنفع شیئاً ویرون أنّ ذلک یعود إلى سنوات مبکرة من حیاة الاستاذ ویقولون:

«لقد کان الاستاذ فی أیّام التحصیل یمضی الوقت إمّا فی التعلّم أو التعلیم أو بالمطالعة أو الکتابة وکان یستفید من وقته وعمره بأفضل صورة، فلا یشترک أبداً فی مجالس اللهو والمزاح وأمثال ذلک، بل کان یتحرک بجدیة فی تحصیل العلم والاستفادة من طاقاته وأوقاته فی سبیل خدمة العلم والدین وایصاله إلى الآخرین».


1. القواعد الفقهیّة، ج 1، ص 12 ـ 16.
2. آیة الله المحفوظی.
16. التوجّه الدائم والذکر المستمر لطافة الروح والعلاقة بالشعر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma