الفکر الشاب وحلّ مشاکل الشباب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
العصر الجدید یستدعی عرضاً جدیداً للدینصحیفة جیل الشباب

فی هذا الزمن الملىء بالضجیج والعجیج یعیش الشاب المسلم کالغریق المتشبث بخشبة فی وسط أمواج المحیط المتلاطمة، والبعض ینظر إلى هذا الاضطراب والحیرة بمنظار متشائم ویعتقد أنّ ذلک من علائم الظهور، ولهذا یعتزل الساحة ویجلس فی زاویة ویتصور أنّ هدایة هؤلاء الشباب المرتدین والمنحرفین غیر ممکنة، ولکن سماحة الاستاذ یرى جیل الشباب المعاصر بنظرة اُخرى، ویرى أنّ التشویشات الفکریة والشبهات الدینیة لدى هؤلاء الشباب لا تعنی بحال الکفر والارتداد، ومن هنا تحرک سماحته لتألیف سلسلة کتب فی إطار عنوان «جیل الشباب»، وهی عبارة عن «أسئلة وأجوبة دینیة» و«ماذا نعرف عن الإسلام» و«معطیات الدین» و«أسرار تخلّف الشرق» و«الإسلام فی دراسة مختصرة» و«الحیاة فی أجواء الأخلاق» وغیرها، وکان یعتقد بأنّ المشکلة الأساسیة التی تواجهنا هو نوع الإرتباط ونمط التصدی لهذه الشریحة من الناس «لا نفس هذه الشریحة» فینبغی الاهتمام بنحو الخطاب والحوار مع هذا الجیل، ولذلک نجد أنّ الاستاذ تحرک فی کتابه «المشکلات الجنسیة للشباب» على مستوى حلّ مشکلاتهم الجنسیة ولم یکن یرى أننا نعیش أزمة مغلقة معهم وأنّ الطریق موصد أمامنا لحلّ مشاکلهم من موقع التفاهم والحوار، ویقول:

«یغط الآباء والاُمّهات فی سبات عمیق، ولا یبالى الشباب بالحوادث ذات الصلة بمصیرهم، وربّما یفکّر الأعم الأغلب بالهروب من مشاکلهم العضال بنسیانها أو التعامل معها باسلوب التریّث والتأنّی على حد قول الساسة، ویذهب آلاف الشباب الأبریاء ضحیة هذا الإهمال; الأمر الذی یقود إلى تلوّث المجتمع وفساده وما یُثیر الدهشة والذهول هو هذا الکم الهائل من الإجتماعات والندوات والمؤتمرات التی یعقدها عُلماء العالم سنویاً بغیة دراسة المعادن والفلزات فی باطن الأرض وأعماق البحار، وطبیعة الحیوانات الکائنة فی مختلف المحیطات وحرکة الریاح والهواء فی طبقات الأرض، دون أن یتعرّضوا لمشاکل الشباب الذین یمثّلون الشریحة الفاعلة فی المجتمع، وان أسعدهم الحظ بالتحدّث عنها فإنّما یتناولونها بصورة سطحیة مقتضبة.

فما العمل یا تُرى مع هذه الأزمة؟

یشهد عالمنا المعاصر غیاب سیادة العقل والمنطق والحقائق والواقعیات، والدوافع الشخصیة والعاطفیة وسائر العناصر القشریة هی التی تعین مسار الأحداث والقضایا المهمّة، وإلاّ فلیس من الصواب أن تهجر مثل هذه الأزمة الى هذه الدرجة. والجدیر بالذکر هو أنّ الإهمال الذی مارسه العُلماء والمفکّرون حیال هذه الأزمة لیس من شأنه الحؤول دون نهوض الشباب والآباء والاُمهّات بمسؤولیتهم التأریخیة المُلقاة على عاتقهم، فقد یعذر البعض فی عدم التفاته الى هذه القضیة ولکن ما بال المعنیین؟ حقاً لیست هنالک مشکلة من بین هذا الکم الهائل من المشاکل التی یواجهها الشباب ترقى أهمیتها لخطور المشکلة الجنسیة، ومما یؤسف له أنّ هذه المشکلة آخذة فی الازدیاد والاضطراد تبعاً لتطوّر المکننة وآلات الحیاة إلى جانب ازدیاد مدّة الدراسة والدورات الفنیة وتسلل وسائل التجمل والزینة إلى أوساط الاُسر والعوائل، بحیث انفصمت عرى الثقة بین الفتیان والفتیات.

لقد تعرّضنا صراحة فی أبحاث هذا الکتاب إلى هذه المشاکل، کما أوردنا الحلول الناجحة بهذا الخصوص، وقد أثبتنا سهولة القضیة رغم تصور البعض بأنّ المرض قد استفحل وقد سبق السیف العذل»(1).

على أیّة حال فلا شک فی أنّ مسألة حل مشاکل الشباب (هذا الجیل الخلاّق والبنّاء) یحتاج إلى فکر فعّال وخلاّق أیضاً، ویقول الاستاذ فی مقدّمة کتابه: «اُسلوب الزوجیة فی الاُسرة الموفقة»:

«إنّ مسألة تشکیل الاُسرة وقضیة الزواج بالنسبة للشباب تعدّ فی هذا الزمان من أعقد القضایا الاجتماعیة الحادّة، ونادراً ما نجد فی اُسرة فیها بنت أو ولد شاب لا یشکو من هذا الموضوع، إنّ هذه المسألة المهمّة والبسیطة فى نفس الوقت قد غرقت فی دوامة من المشاکل المعقدة والظروف الصعبة وأضحت بشکل مارد موحش للشباب، فالکثیر من البنات بقین عوانس فی البیوت ینتظرن الزواج ولا یواجهن أیّة مشکلة أساسیة فی طریق الزواج ولکن هناک موانع غیر قابلة للنفوذ والعبور تقف سدّاً مانعاً أمام مثل هذا الزواج، ومن جهة اُخرى فهناک الکثیر من الأبناء فی سن الشباب والممتلئین بالنشاط والحیویة ویحدوهم الأمل بتشکیل اُسرة إلاّ أنّهم یقفون فی أول الطریق وفی مواجهة الأعراف والتقالید الاجتماعیة القبیحة والعادات الخاطئة التی توصد علیهم الباب وتمنعهم من هذا الأمر الحیوی وتصدهم عن الوصول إلى أهدافهم المنشودة فی حرکة الحیاة... والمؤسف أکثر أننا نرى أنّ الاُسس الموضوعة لبناء صرح الاُسرة المسلمة قد وضعت خطأً، فمن هنا أصبح بناء الاُسرة یقف على قواعد مهزوزة ومعوجة، ولهذا یعیش أفراد الاُسرة الاضطرابات والهموم دائماً، فی حین أننا نعلم أنّ المجتمع البشری عبارة عن مجموعة من هذه الاُسر والعوائل الصغیرة التی تمثل کل واحدة منها لبنة فی صرح هذا البناء العظیم... ولهذا السبب لابدّ من العمل على تقویة الاُسس والبنى التحیة للاُسرة لغرض الوصول إلى مجتمع کامل یقوم على أساس الوشائج الإنسانیة والعلاقات المتینة بین الأفراد»(2).

 


1. المشاکل الجنسیة للشباب، ص 5 ـ 7.
2. «شیوه همسرى در خانواده نمونه»، ص 16 ـ 17 (بالفارسیة).
العصر الجدید یستدعی عرضاً جدیداً للدینصحیفة جیل الشباب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma