إنّ الذهنیة الخلاقة والمبدعة لسماحة الاستاذ مع حافظته القویة واُنسه بالآیات القرآنیة وکلمات نهج البلاغة وروایات أهل البیت(علیهم السلام)، أدّت إلى أن یکون هذا الاستاذ سریع البدیهة وحاضر الجواب لأغلب الأسئلة العلمیة والمعضلات الفکریة، إنّ ملکة الابداع والتجدید لدى سماحة الاستاذ بإمکانها أن تصهر فولاذ المشاکل العلمیة وتتغلب على التعقیدات الفکریة، فقد شوهد مراراً أنّ روایة من الروایات تتضمّن مفهوماً ساذجاً وبسیطاً ولا یعقل فی حقّها التدقیق والتحلیل العمیق، أو بالعکس تتضمّن عقدة عمیاء وبحاجة إلى تحلیل وتفسیر دقیق فانّ الاستاذ کان یستخرج منها نکات ظریفة وحقائق دقیقة بشکل جذّاب للغایة.
إنّ حلّ العُقد العلمیة ورسم زوایا جدیدة للمعرفة الدینیة وعدم الخوف من نقطة البدایة، وکذلک الشهامة والفراسة تتطلب وجود موهبة خاصة لدى الفرد، فعندما یتحرک الإنسان فی تعامله مع القدماء من أساطین العلم من موقع التقدیس والاحترام الکبیر، وفی نفس الوقت یلتفت بدقّة إلى قصور أفکارهم عن إیجاد الحلول الدقیقة للمشکلات العلمیة ولا تحجبه عن اکتشاف نقاط الخلل سیرتهم الجلیلة، فانّ ذلک یحتاج إلى تأیید روح القدس، وهذا ما نلاحظه بشکل جلی فی آفاق الاستاذ العلمیة المختلفة.