لا شک فی أنّ هذا التحرک الدینی لا ینفع شیئاً بدون اقترانه بالشعور العقلانی، وإلاّ کان کقیادة السیارة التی تفتقد الکوابح والفرامل، فبدلاً من حرکتها باتجاه معین فانّها لا تثمر سوى الضرر والخسارة، لقد اقترن التحرک القلبی والغیرة الدینیة للاستاذ مع الوعی والتدبیر والتعقل حیث کان یخطو بخطوات مدروسة نحو الغایة المنشودة بدون تضییع الوقت والجهود فی تکرار المکررات أو الحرکة بدون هدف، فکان یملأ الفراغات فی الذهنیة المسلمة ویجیب عن مشاکل الجیل المعاصر بحنکة ودقّة.
ویتحدّث سماحته فی هذا المجال ویقول:
«إذا أردنا تحقیق نجاح فی أعمالنا فیجب علینا التوجه إلى نقاط الفراغ والثغرات التی بقیت دون دفاع، فعلینا أن نتحرک على مستوى أداء ما غفل عنه الآخرون، فنشاهد مع الأسف الکثیر من تکرار المکررات حیث یأتی البعض ویجمع بعض المواضیع من هذا الکتاب وذلک الکتاب ویجعله بصورة کتاب مستقل، فلا یثمر هذا العمل سوى تضییع عمر الکاتب وتضییع عمر القرّاء واهدار ثروات کثیرة على نفقات الطبع والنشر، فالأفضل أن نقوم بعمل أقل ولکن یسد فراغاً فی منظومتنا الفکریة والعقائدیة وما یحتاج إلیه الناس».