من تجلیات الأخلاص لدى سماحة الاستاذ هو التزامه بالاصول والمبادىء واجتناب الافراط والتفریط فی جیمع الاُمور وعدم التضحیة بالضوابط والمقررات لحساب المصالح الشخصیة، ومن الاُمور الشیّقة واللطیفة أنّ سماحة الاستاذ مع کل ما یتمتع به من ذوق وفن وعاطفة جیّاشة فإنّه لا یتخطى الحدود ولا یتجاوز الضوابط والاصول، وأحد المصادیق المهمّة والبارزة لهذه الحالة التزام سماحته فی استظهاراته واستنباطاته التفسیریة والفقهیة بالآیات والروایات الشریفة، وکانت لی عبرة کبیرة عندما جئت إلیه لأول مرّة وعرضت علیه بعض التأویلات الذوقیة والجمیلة حسب الظاهر، إلاّ أنّها خارجة عن إطار القواعد والقوالب الأدبیة واللفظیة وقال لی:
«إذا تقرر أن نقبل ونتحدّث بکل کلام برّاق وجمیل وإن کان خلاف الظاهر، وتکون الألفاظ فی أیدینا کالشمع نتصرف بها کما نشاء فانّ ذلک یؤدّی إلى الفوضى الأدبیة ولا یثبت حجر على حجر فی دائرة الاستظهار الأدبی».