لا شک أنّ هذه الخصلة تعدّ من العوامل المهمّة فی فاعلیة فکر الاستاذ واعتقاده بحضاریة الدین الإسلامی وقدرته على تشکیل الحکومة وإدارة المجتمع البشری والإجابة على المشکلات المختلفة التی تعیشها المجتمعات البشریة، ولهذا السبب بدأ الاستاذ یکتب فی هذا المجال، فأولاً: کان الاستاذ من رواد اُطروحة الحکومة الإسلامیة حیث کتب فی بدایة انتصار الثورة الإسلامیة المبارکة کتاب «اطروحة الحکومة الإسلامیة»، وثانیاً: أجاب عن کثیر من الشبهات وعلامات الاستفهام المختلفة فی ما یتعلق بالقضایا المعاصرة فی عدّة من تألیفاته وکتبه تحت عنوان «أسئلة وأجوبة»، وفی مقدّمة هذا الکتاب یقول:
«إنّ السؤال، من أجلى مظاهر الروح المتعطشة الطالبة للحقیقة فی الإنسان ونافذة مفتوحة فی مسیرة التکامل الإنسانی والعلمی، والسؤال عبارة عن مَعلَم للسعی وبذل الجهد المداوم لدى الإنسان لکشف حقیقة العالم الملىء بالأسرار والمجهولات، ولهذا السبب نرى أنّ الأشخاص الذین
یفتقدون السؤال فی مدارات الفکر هم أشخاص ضعفاء فی شخصیتهم وتفکیرهم، وکذلک ولهذا السبب أیضاً نرى الإسلام الذی یُعتبر دیناً متقدماً وحضاریاً، لیس فقط منح أتباعه حق السؤال فی المسائل المختلفة بل إنّ أولیاء الدین الإسلامی قد دعوا الناس کراراً إلى تقدیم أسئلتهم فی مختلف المجالات العلمیة، غایة الأمر کانوا یلاحظون مدى قابلیة الفرد الفکریة ومقدار تقبله للحقائق فی دائرة الأجوبة»(1).
1. «پاسخ به پرسشهاى مذهبى»، ص 15 (بالفارسیة).
