یتحدث الاستاذ عن أهمیّة فنّ التألیف والخطابة بقوله:
«لقد ذکرت الآیات القرآنیة والأحادیث الإسلامیة هاتین الموهبتین بعنوان أنّهما من المواهب الإلهیّة الکبیرة للإنسان، مثلاً نقرأ فی سورة «الرحمن» بعد أن یتحدث عن خلق الإنسان یذکر مباشرة مسألة تعلیمه البیان: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الاْنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَیانَ)(1)، ویقول تعالى فی الآیة الاولى من سورة القلم: (ن وَالْقَلَمِ وَما یَسْطُرُونَ)، حیث یقسم الله بالقلم وبمحتویات القلم، ومن هنا یتضح جیداً أهمیّة هذا الأمر حیث یقسم الله تعالى دائماً بالاُمور المهمّة.
أمّا الأحادیث الشریفة فقد سمعتم جمیعاً الحدیث المعروف: «مدادُ العلماءِ أفضلُ مِن دِماءِ الشُّهَداءِ»، لأنّ قلم العلماء وتألیفاتهم هی التی تبعث على حرکة پالشهداء من أجل الدین والفضیلة، مضافاً إلى أنّ الحافظ لدماء الشهداء هو قلم العلماء، وقد ورد فی الحدیث النبوی المعروف:
«إذا مات المؤمن انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جاریة، أو علم ینتفع به، أو ولد صالح یدعو له»(2).
ولنستمع إلى ما ذکره أحد الأصدقاء وهو «آیة الله ذاکر الشیرازی» یحدثنا فی هذا المجال عن حادثة شیّقة ویقول:
«إنّ أحد الاُمور الدخیلة فی نجاحی فی الحیاة هو النشاط والجدّیة التامة فی العمل، وأتذکر أننی کنت فی شیراز فی مدرسة (آقا بابا خان) کنت أشتغل طیلة الیوم واللیلة ما عدا أربع ساعات للنوم والاستراحة مع أننی کنت أستغل أیّام العطل أیضاً للعمل والمطالعة والبحث العلمی».
ویحدّثنا صدیق آخر وهو «حجّة الاسلام والمسلمین مؤمن الشیرزای» بهذه الحکایة:
«إنّ أحد الخصوصیات التی أعلمها عن الاستاذ أنّه کان کثیر الاشتغال والنشاط، وعندما توفی والده ذهبنا لتشیع جنازته وعدنا إلى المدرسة، ولکنّه توجه إلى بیته وجاء صباح الغد إلى الدرس، وکان یشتغل بالدرس والبحث طیلة أیّام السنة فی تلک المدرسة حتى أیّام العطلة ما عدا أیّام الجمعة وثلاثة أیّام اُخرى فی السنة: یوم عاشوراء و28 صفر و21 من شهر رمضان، فکان جاداً فی عمله وعندما قدم إلى مدینة قم حضر درس المحقق أیة الله العظمى الداماد وکان من طلاّبه المقرّبین».