النموذج الثالث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
النموذج الثانیالنموذج الرابع: التفکیر فی آفاق واسعة

ویستعرض سماحة الاستاذ فی مقدّمة کتابه «البحث عن الله» نموذجاً آخر ویقول: «فی عالمنا المعاصر نرى شیوع أشکال القلق الخفی والاضطراب الروحی بین جمیع أفراد البشر إلاّ ما ندر، وعلى الرغم من جودة الظاهر یعیش الإنسان نوعاً من الإرتباک الروحی والجفاف العاطفی، وهذا الاضطراب والقلق المبهم، وأحیاناً من دون أن یعلم له الإنسان علّة معینة، یکاد یعصف بروح الإنسان کالطوفان الموحش ویمزقه تمزیقاً.

الکثیر من الناس الذین یعیشون بین أصدقائهم واخوانهم یشعرون بالوحدة والوحشة تقض مضاجعهم وتلهب أرواحهم، ویتصورون أن لا یوجد أحد یدرکهم ویفهم ما یختلج فی أعماق وجودهم وکأنّهم موجودات زائدة فی العالم المضطرب وقد تحوّلت حیاتهم إلى العدمیة واللاهدفیة، فیجد الشخص فی نفسه العطش والفراغ من ذاته ومن الآخرین لشعوره بالکراهیة والمقت، ولهذا فهو یعیش اللامبالاة والتشاؤم أمام کل حادثة.

وینبغی القول بکل ثقة إنّ جمیع هذه الظواهر الروحیة هی نتیجة حقیقة مهمّة وکبیرة قد أهملها الإنسان فی مطاوی النسیان، ولهذا یعیش الحیرة فی حرکة الحیاة، ولعله یتصور أنّ هذه الحقیقة قد أصبحت قدیمة أو لا حاجة له بها، ولا ضرورة للاهتمام بها فی أجواء الفکر والعواطف والعلاقات الاجتماعیة، ولذلک ترکها الإنسان فی زوایة النسیان، هذه الحقیقة المهمّة هی «الله» تعالى، خالق عالم الوجود، ومُبدىء المخلوقات والکائنات فی العالم، والحاکم المقتدر على جمیع قوانین الطبیعة وما وراء الطبیعة.

أجل عندما یعیش الإنسان حالة النسیان والاهمال لهذه الحقیقة فهو فی الواقع یعیش بلا أمل معین وبلا رؤیة مستقبلیة واضحة فی حیاته وبالتالی یعیش النسیان لذاته ولکل شیء... الکثیر من الشخصیات العالمیة یعترفون بأنّهم أمضوا فترة عویصة من حیاتهم ملیئة بالاضطراب والقلق والحیرة، ولکن عندما وصلوا إلى منهل الإیمان بالله واغترفوا من ماء الحیاة لهذا الغدیر الزلال عاشوا حیاة جدیدة وکأنّهم ولدوا من جدید... وقد نالوا اقتداراًونشاطاً فی حرکة الحیاة لاعتمادهم على مبدأ القدرة الازلیة التی تحوّل کل صعب أمامهم إلى سهل ومیسور، فکانوا یتحرکون فی حیاتهم الجدیدة بخطوات ثابتة وباُفق واضح وأمل فیّاض، وعندما یواجهون تحدیات صعبة فی واقع الحیاة والمجتمع فانّهم یلجأون إلى بارئهم ویختلون به لمناجاته وطلب المعونة منه حیث یدرکون أنّ خالقهم یعلم بآلامهم وبدائهم ودوائهم أفضل من الجمیع، فیتّجهون إلى من هو أرحم بهم من أی مخلوق وأقرب إلى نفوسهم من أی صدیق، ولذلک یجدون فی أنفسهم الشوق العظیم إلى الاعتراف أمامه بکل ما یحزنهم ویهمهم بکامل الحریة وبدون یأس من الاستجابة لهم ویخففون بذلک عن أثقالهم ویعود إلیهم نشاطهم وحیویتهم... ألا ینبغی لنا الاعتراف بأنّ مسألة التفکیر بالله والسعی لمعرفته تمثل أهم
مسألة فی حیاة الإنسان والبشر وتمثّل أساساً التغلّب على المشاکل التی تعصف بالبشریة طیلة التاریخ البشری وخاصة فی عصرنا الحاضر»
(1).


1. البحث عن الله، ص 4 ـ 7.

 

النموذج الثانیالنموذج الرابع: التفکیر فی آفاق واسعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma