بالرغم من أنّ الاستاذ، أوّلاً: قام بتدریس الکثیر من أبواب الفقه، وعمل على استنباط جمیع المسائل الفقهیة المختلفة بهذه الطریقة، وثانیاً: کتب حاشیة على جمیع العروة الوثقى للسیّد الیزدی(قدس سره)، وبهذه الطریقة أیضاً ألقى نظرة اجتهادیة على جمیع الأبواب الفقهیّة المذکورة فی العروة الوثقى (وبالنسبة إلى الأبواب الفقهیة غیر المذکورة فی العروة الوثقى فانّ الاستاذ قام بکتابة حاشیة على تحریر الوسیلة للإمام الراحل (قدس سره)أیضاً، وثالثاً: قام بتألیف رسالته العملیة «کتاب الفتاوى» بقلمه السیّال وبیانه الشیّق لمدّة سنتین، ومن هذا الطریق أیضاً ألقى نظرة فاحصة على جمیع أبواب الفقه فی المرّة الثالثة ومستخرجاً بذلک آراءه وفتاواه الشخصیة، والنتیجة هی أنّ الاستاذ قد قرأ الکثیر من المسائل الفقهیة ثلاث مرات على الأقل، ولکنّه مع ذلک یعیش حالة الحساسیة الکبیرة والوسواس فی کثیر من الاستفاءات الشرعیة حیث یتعامل معها بصبر کبیر وتأنٍّ فی عملیة الاستنباط ویعید نظره فی الأدلة والمدارک من النصوص الشرعیة ویوکل أمر الإجابة عن المسألة لزمان آخر.
وبدیهی أنّ مثل هذه الحساسیة تحکی عن تعبّد خاص وتدین قوی، وتعتمد على حالة من التقوى والخوف من الحساب والکتاب والمیزان، إنّ مثل هذه الملکة والخصوصیة تتجلّى بأنحاء وأشکال مختلفة فی حیاة سماحة الاستاذ کسائر خصاله وخصوصیّاته الاُخرى، ومن جملة ذلک «الوسواس فی الاُمور المالیة ومصرف بیت المال ومصرف السهمین سهم السادة وسهم الإمام والاهتمام بتجنب معالم الاسراف والقصور والتقصیر فی هذا الأمر».
