من المسلم أنّ ذهن الإنسان الفرّار من جهة، وکذلک البحوث الجانبیة التی تطرح فی مناسبات مختلفة من جهة اُخرى، یمثلان عاملین أساسیین لتعویق عملیة التحقیق والتألیف واهدار الفرص وعدم الاستفادة الصحیحة من الطاقات فی دائرة التألیف أو التحقیق.
أمّا العوامل التی یمکنها التغلب على هذین العاملین أو التقلیل من تأثیرهما على الأقل فهی:
أولاً: الإرادة الفولاذیة والعزم على الاستقامة التی یحصل علیها الإنسان من خلال الممارسة والتمرن الطویل والاعتماد على بعض القابلیات الروحیة والمواهب النفسانیة، فالإرادة التی بواسطتها یتمکن المؤلف أو المحقّق من السیطرة على أفکاره وتصوراته الذهنیة وکذلک تمنع من تدخل بعض الأصدقاء فی الجلسة وطرح المواضیع غیر الضروریة والمتلفة للوقت أو إیراد قضایا جانبیة وضبط هذه الجلسة بجدیة وبدون مسامحة وتساهل.
ثانیاً: تعین أفضل الأوقات للتألیف والتحقیق، الوقت الذی یکون فیه ذهن الإنسان نشیطاً وقواه النفسانیة مهیئة للعمل وبدون أن تشعر بالتعب، ومع الالتفات إلى التأثیر المتقابل للقوى الجسمیة والروحیة، فالإنسان بإمکانه السیطرة على نفسه وإرادته.
الأشخاص الذین یرتبطون بالاستاذ (دام ظلّه) برابطة قریبة یؤیدون هذه الحقیقة، وهی تمتع الأستاذ بهایتن الخصلتین بصورة جیدة: