إنّ إعجاب الشخص بنبوغه العلمی واعتماده الکامل على قدراته الذاتیة تعدّ من العوامل السلبیة التی تصیب النوابغ والشخصیات العلمیة الکبیرة بحیث تهدر قواهم وتبدد طاقاتهم بدلاً من تقویتها وتنمیتها.
بالنسبة إلى الاستاذ (دام ظلّه) فإنّه رغم الذکاء الحاد الذی بان على جبینه منذ الطفولة، وکما یحدّثنا رفاقه فی مرحلة الطفولة عن ذکائه المفرط الذی یشع من عینیه، فإنّه مع ذلک کان یمتلک حالة من التعبّد الشرعی والتواضع الأخلاقی وکذلک الاحساس بالفقر والحقارة فی مقابل الأنوار الطاهرة لأولیاء الله والأئمّة من أهل البیت(علیهم السلام)، وفی هذا المجال یتحدّث لنا أحد مرافقیه(1) فی أیّام الدراسة الذی کان یشترک معه فی الغرفة:
«إنّ سماحته کان منذ البدایة مورد عنایة صاحب الزمان وسائر الأئمّة(علیهم السلام) حیث یقول تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(2) إنّ هذه الآیة رغم کونها فی مورد الرسالة والنبوة إلاّ أننا بتنقیح المناط، کما یقول الفقهاء، یمکن القول أنّ هذا الرجل العظیم مورد عنایة إلهیّة خاصة».
1. حجة الإسلام والمسلمین مؤمن الشیرازی.
2. سورة الانعام، الآیة 124.