ما تقدّم آنفاً یتعلق بأمر التحقیق والتدریس فی دائرة البحوث التخصصیة للحوزة العلمیة، وینطلق سماحة الاستاذ کذلک فی دائرة البحوث الاجتماعیة والتصدی السیاسی من موقع الاعتماد على النفس ونور الشهامة وعلو الهمة التی یتمتع بها سماحته، حیث یقول فی هذا المجال:
«فی احدى المرّات التی أخذونی فیها إلى مقر «السافاک» بسبب مجلة (مکتب اسلام)، بدأ رئیس شرطة السافاک، الذی کان رجلاً همجیاً ومتوحشاً، بالصراخ والتهدید، وأنّک بأی حق تقوم بإصدار مجلة بدون ترخیص رسمی فی هذا البلد ولذلک فانّی ساُعاقبک بشدّة، ولکننی أجبته ببرود: نحن تقدمنا بطلب ترخیص رسمی للمجلة، ونحن الآن على وشک الانتهاء منه، وفجأة رأیت هذا الرجل الخشن مع کمال العجب تغیّرت سحنته وبدأ یتحدّث من باب آخر بکل محبّة وصمیمیة (وفی الواقع کان هذا حیلة ومصیدة) فقال: «أنا سوف اُعطیک امتیاز المجلة، فلماذا لا یسمح هؤلاء الأغبیاء بإصدار مجلة دینیة ومَن یمنع من ذلک؟ کلاّ فاننی سأقوم بإصدار هذا الترخیص وعلیک أن لا تقنع بإصدار هذه المجلة باللغة الفارسیة بل إصدار مجلة عربیة أیضاً ونحن سوف نساعدک فی ذلک» فرأیت أنّه بصدد وضع مصیدة لی ویتصور أننا سوف نمدّ یدنا لطلب المساعدة منه، وتنتهی المسألة إلى هذا الحدّ ولکنه غفل عن یقظتنا وأننا لا نقع فی هذا الفخ... فقلت: إنّ آیة الله العظمى السید البروجردی هو المتکفّل لحمایة ودعم هذه المجلة ویبذل کل مساعدة لازمة، ونحن أساساً لسنا بحاجة إلى مساعدة مالیة، والمطلوب منکم فقط أن لا تمانعونا من ذلک ولا تقفون فی طریقنا، فعندما رأى أنّ المجلة مؤیدة من مکان آخر أمسک عن کلامه وختم الجلسة».
