برکات النظم وروح الإصلاح والتنظیم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
7. النظم فی جمیع الاُمور(1) 8. البیان الجید فی ظلّ الفهم الجید

إنّ روح النظم المتوغلة فی شخصیة الاستاذ عندما تتحد مع إرادة الإصلاح والتکامل فانّ من شأنها أن تفرز برکات کثیرة للحوزة العلمیة، إنّ اتصاف الاستاذ بمثل هذه الروحیة الإیجابیة أدّى إلى أن یهتم منذ عنفوان شبابه بإصلاح وتنظیم البرامج الدراسیة فی الحوزة العلمیة، ومن هنا کان له لقاء مثیر وشیّق مع آیة الله العظمى السید البروجردی (وبصحبة مجموعة أصدقائه الطلاّب الشباب فی الحوزة)، وسیأتی تفاصیل هذا اللقاء تحت عنوان «حریة الفکر والاعتماد على النفس» لسماحة الاستاذ، ولکن لا بأس بالإشارة فی هذا الفصل إلى هذه الحقیقة، وهی أنّه بالرغم من أنّ مثل هذه الاطروحات الإصلاحیة لإیجاد النظم فی الحوزة العلمیة فی زمان آیة الله العظمى البروجردی(قدس سره) لم تؤثر کثیراً فی تغییر الوضع الراکد فی الحوزة، والراکد على مدى الزمان فانّها أثرت تأثیراً ملموساً على ید مراجع کبار کالسید الإمام(قدس سره) وآیة الله العظمى الکلبایکانی (الذی کان یعدّ فی زمان المرحوم آیة الله العظمى من علماء الدرجة الثانیة ولکن بعد ذلک أصبح من علماء الدرجة الاُولى وزعیماً للحوزة العلمیة)، والأفضل أن نستمع لهذه الواقعة من الاستاذ نفسه بحیث یقول عنها:

«لقد شعر القائمون على اُمور الحوزة بعد آیة الله العظمى البروجردی وما رافق ذلک من تحولات کثیرة، أنّ مسألة الامتحان مثلاً فی الحوزات العلمیة أضحت من الواجبات، ولابدّ فی المراحل الابتدائیة فی دروس الحوزة من وضع برنامج دقیق للمدارس الدینیة، من هؤلاء العلماء آیة الله العظمى السید الکلبایکانی حیث شکل أول مدرسة علمیة وفقاً لهذا البرنامج: حیث کان هناک برنامج دراسی منظم، وساعات دراسیة منظمة، وتسجیل للحضور والغیاب فی جلسات الدرس، وکان الطالب یؤدّی الامتحان بصورة مرتبة، وکانت هناک حالة من الاهتمام بأمر معیشة الطلاّب فیها، ثم إنّ هذا المنهج امتد إلى دائرة أوسع فی الحوزة، وأتذکر جیداً أننی تحدثت مع مجموعة من الاخوة الفضلاء فی ضرورة أن یکون هناک درس لبعض اللغات الأجنبیة إلى جانب دروس الحوزة، وقد عثرنا على استاذ خاص لتدریسنا هذه اللغة فی اللیالی التی لم یکن لدینا بحث أو درس حوزوی، ولکن بعد ذلک أصبحت هذه المسألة تمثل ظاهرة عامة، وأنا بنفسی استخدمت استاذاً لتعلیم اللغة الأجنبیة لمجموعة من الطلاّب الذین یدرسون فی مدرسة أمیرالمؤمنین(علیه السلام) التابعة لی، وقد استقبل الطلاّب هذا الدرس بشوق بالغ وقد رأینا ضرورة هذا الدرس لبعض الطلاّب بعنوان مقدّمة الواجب على الأقل، لأننا یجب علینا الاطلاع على أصحاب التیارات الفکریة الاُخرى ومصادرها الفکریة بلغتهم من جهة، ومن جهة اُخرى ینبغی علینا إیصال صوت الإسلام من خلال القلم والبیان إلى أقصى نقاط العالم، وکانت هذه البرامج الإصلاحیة تستوعب جهات مختلفة: منها، إصلاح وتکمیل الکتب الدراسیة غیر کتب الفقه والاُصول، حذف المباحث الزائدة فی الفقه والاُصول، الاهتمام بالمسائل المستحدثة، الاهتمام بالمذاهب المنحرفة والمجعولة ومباحث اُخرى، حیث رأینا أنّ الاهتمام بهذه المواضیع یزداد یوماً بعد آخر حتى بدایة الثورة الإسلامیة حیث أثمرة الجهود بحمد الله وکان الإمام الراحل(قدس سره) من المؤیّدین لهذه البرامج الإصلاحیة وقد اقترح تأسیس شورى مدیریة الحوزة وأوصى بتشکیلها، وقد بعث من جانبه ثلاثة أشخاص لهذا الشأن وثلاثة أشخاص من قبل آیة الله العظمى الکلبایکانی، وثلاثة أشخاص من مجمع المدرسین، فبلغ عددهم مجموعاً تسعة أشخاص من فضلاء وأساطین الحوزة العلمیة، حیث تقبلوا هذه المسؤولیة وشرعوا باصلاح الوضع فی جوانب مختلفة، وقد رأینا بحمد الله معالم التوفیق لهذه الشورى المحترمة، وعندما انتهت مهمتهم اقترح علیَّ الاخوة فی مجمع المدرسین قبول هذه المسؤولیة وقد وافقت على هذا الطلب لأسباب متعددة کما اتّضح فیما سبق (أی أننی کنت راغباً جدّاً فی إیجاد تحول وإصلاح فی الحوزة العلمیة مضافاً أنّ بعض الأصدقاء اشترطوا لدخولهم فی هذه الشورى مشارکتی فیها وقبولی لهذه المسؤولیة)، ولکننی کنت متردداً فیما إذا کانت هذه المسؤولیة الجدیدة تتوافق وتنسجم مع أعمالی الکثیرة الفعلیة أم لا؟ فاستخرت الله تعالى فی الحرم المقدّس للإمام الرضا(علیه السلام) وکنت فی عداد خدّامه الإفتخاریین طبق المقررات المعمول بها لدى مدیریة الحرم الشریف) فخرجت الآیة الشریفة: (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ اتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِینَا مِن سَفَرِنَا هَـذَا نَصَباً)(1)، فعلمت أنّ هذا الأمر تتخلله صعوبات کبیرة ولکنه یتضمن أیضاً ماء الحیاة وفقاً لما ورد فی شأن هذه الآیة الشریفة، وعلى أیّة حال فقد وافقت على طلبهم واستلمت منصب مدیر هذه الشورى فی الدورة الثانیة والثالثة وبحمد الله توفقنا إلى أداء خدمات کثیرة...».

ویستمر سماحة الاستاذ فی بیان فهرست مفصّل عن هذه النشاطات والخدمات «وقد وردت بالتفصیل فی مجلة پیام حوزة» فراجع، وفی الختام یقول الاستاذ:

«ومن جملة الأعمال المهمّة التی استطعنا تقدیمها فی تلک الفترة مسألة تنظیم القانون الأساسی لشورى الحوزة العلمیة وقد تمّ امضاؤها من قِبل آیة الله العظمى الکلبایکانی وآیة الله العظمى الأراکی وقد أقرّها سماحة السید القائد، وتقرر أن یوافق علیها سائر الأعاظم فی الحوزة العلمیة فی قم حیث أنّها تمثل دعامة قویة من جهة حقوقیة وقانونیة للحوزة العلمیة فلا تکون أموال الحوزة باسم أشخاص معینین بل باسم شخصیة حقوقیة فقط، ومن هذا الطریق فإنّ الأموال التی ترد إلى الحوزة فی الحال الحاضر وفی المستقبل ستکون محفوظة ومصونة من التلاعب، ولا أنسى أنّی قمت بزیارة المرحوم آیة الله العظمى الکلبایکانی فی أواخر عمره وتحدثنا عن مسائل الحوزة العلمیة فرأیته یبکی ویتحرق على مستقبل الحوزة، واکد کثیراً بقاء استقلال الحوزة العلمیة (وهذا المعنى قد أکد علیه جمیع الأعاظم منهم الإمام الراحل) فقلت له: اطمئنوا إلى ذلک فاننا کأبنائکم نسعى بجدیة إلى حفظ هذا الاستقلال وخاصة مع عدم وجود من یخالف فی الوقت الحاضر، والحمد الله، وستکون الحالة کذلک فی المستقبل بإذن الله».


1. سورة الکهف، الآیة 62.
7. النظم فی جمیع الاُمور(1) 8. البیان الجید فی ظلّ الفهم الجید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma