ملکة الحلم والتسلط على النفس

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
رمز النجاح والموفّقیّةالالتزام بالاصول واجتناب الافراط والتفریط

وأحد تجلیّات هذه الحالة المعنویة تتمثل فی ملکة «الحلم» ومداراة الناس والسیطرة على الأعصاب والنفس وحالة التواضع فی تعامل الإنسان مع مختلف أفراد المجتمع «من الطبقات الدنیا إلى الطبقات العلیا»، هذه الملکة الحمیدة لسماحة الاستاذ یتحدّث عنها أصحابه فی ذکریاتهم عن حالاته فی الأزمنة البعیدة والقریبة فیقول أحدهم:

«لا أتذکر أننی رأیت سماحة الاستاذ منذ أن کنّا سویة تمتلکه حالة الغضب والحِدّة فی تعامله مع الآخرین، بل کان تعامله یتسم بالصفاء والود والمحبّة دائماً، وأتذکر أننی کنت حاضراً فی صباح أحد الأیّام حیث جاء إلیه أحد الطلاّب یسأله بعض المسائل المشکلة فی درس الکفایة، فکان سماحته یخرج من غرفته ویجلس فی باحة المدرسة ویبدأ بالإجابة عن أسئلة الطلاّب وحلّ مشکلاتهم العلمیة بالترتیب، لأنّه یتمتع بفکر ثاقب ودقیق لا یحتاج معه لحلّ المسائل هذه إلى مراجعة مسبقة للکتاب، فکان حاضر الذهن فی إجابته عن أسئلة الطلاّب... ولا أتذکر أننی رأیته یوماً وبسبب تأخر الطلاّب عن الحضور، أو تأخر أو تقدم وقت تناول طعام الغداء تمتلکه حالة الغضب والانفعال»(1).

ویقول آخر:

«لقد کان تعامله مع الآخرین یتسم بالمودة وخاصة مع طلاّبه وأصحابه، فقد کان یمتلک حالة السکینة والهدوء النفسی، ولا أنسى أننی کنت نائماً فی احدى اللیالی فجاء أحد الطلاّب وطرق الباب، وأیقظه من نومه وسأله عن مسألة فی کتابه الدراسی، فشعرت بالامتعاض واعترضت علیه على هذا العمل فقال لی الاستاذ: إنّ هذا طالب ولدیه إشکال علمی، ومن واجبنا إرشاده ومساعدته، وکان المرحوم آیة الله المحقّق الداماد فی أثناء الدرس عندما یکثر الطالب من الإشکال فإنّه یلمزه أحیاناً مُعرِّضاً به، وفی أحد الأیّام أخذ أحد الطلاّب یکثر من السؤال والإشکال فی بحث المحقق الداماد، فما کان من المرحوم المحقق وطبق عادته إلاّ وتحدّث بکلمات أحسّ فیها ذلک الطالب بأنّه یُعرِّض به، فتألم من استاذه وجاء إلیّ وقال: لقد شعرت بالإهانة من کلام الاستاذ حیث أزال حرمتی واحترامی أمام الطلاّب، فتحدّثت مع المحقق الداماد بذلک فقال لی: قل له أن یکون مثل (مکارم) فاننی کلما تعرضت إلیه بکلام جارح أو بکلام یتضمن استهزاءً فإنّه یتقبّله بسعة صدر وبشاشة فی الوجه ولا یشعر بالامتعاض فی نفسه، فهذه شهادة من المحقق الداماد على حسن خلق الاستاذ»(2).

 

ویتحدّث سماحة الاستاذ بدوره ویقول:

«من الاُمور التی نواجهها فی حیاتنا الاجتماعیة (وخاصة فی الظروف الحالیة) کثرة حوائج الناس وتوقعاتهم من رجل الدین، ولست أشعر بذلک لوحدی بل إنّ کل من یستلم مقاماً معیناً فانّ سیل التوقعات وطلبات المحتاجین وأحیاناً غیر المحتاجین تتجه إلیه، وهذه التوقعات من السعة بحیث أننا لا نتمکن من الاستجابة لها بالإمکانات المتواضعة التی لدینا، فهنا لابدّ من العمل بالحدیث النبوی المعروف: «إنّکم لن تسعوا الناس بأموالکم فسعوهم بأخلاقکم»(3) فالکثیر من الأحیان نتوجّه للمراجع والسائل ونقول له: «أرجو المعذرة فإننی لا أستطیع حل مشکلتک للسبب الفلانی وأنا أشعر بالخجل لذلک»، وأسعى لکسب ودّه ورضاه بأمثال هذه الکلمات، وأتذکر نصیحة من المرحوم آیة الله کلبایکانى فی هذا الصدد حیث قال: «لا تحرموا المراجعین من قضاء حاجاتهم ولو بمقدار قلیل» فأنا أسعى للعمل بهذه النصیحة فی حیاتی وأعمل على تجسیدها فی الواقع والممارسة وقد رأیت ثمارها وثمار العمل بها أیضاً».

 


1. آیة اللّه المحفوظی.
2. حجة الإسلام والمسلمین مؤمن الشیرازی.
3. بحار الأنوار، ج 68، ص 383، ح 19 وفی ص 384، ح 22 وجاء عن أمیر المؤمنین(علیه السلام): «... فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء».
رمز النجاح والموفّقیّةالالتزام بالاصول واجتناب الافراط والتفریط
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma