أمّا العامل الأساس فی تقویة هذه الموهبة وترشیدها، فیتمثل فی وجود الباعث النفسانی، کما یقول الاستاذ، وهو الاحساس بضرورة الدفاع عن الدین والمقدّسات، یقول الاستاذ فی هذا الصدد:
«إنّ التألیف والکتابة بحاجة إلى باعث نفسی حاله حال سائر الاُمور الاُخرى، فکلما کان الباعث أقوى تحرک الإنسان فی خط الابداع والابتکار بصورة أقوى وأشد، إنّ أفضل قصائد الشعراء ومؤلفات الکّتاب تتعلق بزمان کانوا یعیشون فیه الأمواج العظیمة من العواطف الجیاشة والدوافع النفسیة القویة فی وجودهم الداخلی، ولهذا السبب فالکتب التی ألفتها فی حال وجود دوافع قویة کانت بحمد الله أفضل من الکتب الاُخرى، وأحد هذه الکتب «أشباه الفلاسفة» حیث کانت تحدونی على کتابته دوافع قویة للتصدی إلى التیار المارکسی، وأمّا الآثار والمؤلفات الاُخرى فهی عبارة عن حصیلة جلسات کثیرة لمدّة ثلاثین عاماً فی بحوث العقائد والمذاهب، وکنت معها أیضاً أمتلک دوافع قویة لتألیفها».