وانتشر خبر صلاة الاستسقاء بإمامة سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)، بین الناس فی مدینة قم.
فأخذ المؤمنون یعدون أنفسهم لهذه الصلاة بالاستغفار والتوبة والصیام، وکان الحدیث عن صلاة الاستسقاء أهم موضوع یشغل المحافل والمجالس، حیث یتطرق الناس فی حدیثهم إلى أبعاد هذه الصلاة المختلفة ومعطیاتها التاریخیة وما یعیش فیه الناس من اضطراب وآمال نتیجة إقامة هذه الصلاة، فالاضطراب بسبب احتمال عدم نزول المطر بعد إقامة هذه الصلاة، والأمل بفضل الله وکرمه فی استجابة دعاء المؤمنین والخلاص من القحط والجفاف.
وعلى أیّة حال حلّ یوم الجمعة وأخذ الناس یتوافدون مجامیع، آحاداً وزرافات متجهین إلى مسجد جمکران، وکان هؤلاء المؤمنون الصائمون ینزلون من السیارات والباصات على مقربة من المسجد ویمشون حفاة وفی حالة الاستغفار والتوبة متجهین إلى محل إقامة الصلاة وکانت لحظات الاضطراب والأمل تزداد شیئاً فشیئاً باقتراب موعد الصلاة.
ثم إنّ سماحة مکارم الشیرازی (مدّ ظلّه) جاء مع مجموعة من أعضاء مکتبه إلى مسجد جمکران المقدّس وصلّى فیه صلاة صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشریف) وبهذا الزاد المعنوی تحرک باتجاه محل صلاة الاستسقاء.
وکان سماحته یمشی حافیاً وهو یسبح الله ویستغفره فی حرکته إلى محل إقامة الصلاة حتى وصل إلى مکان وقوف إمام الجماعة وکان الناس یتوافدون إلى ذلک المحل باستمرار وارتفعت أصوات الضجیج وبکاء الأطفال وأصوات الحیوانات فی أطراف ذلک المحل.
وبدأت مراسم صلاة الاستسقاء المهیبة بتلاوة آیات من سورة «الضحى» ثم تحدّث المرجع الکبیر مکارم الشیرازی قبل إقامة الصلاة متناولاً عدّة اُمور:
