بسم اللّه الرّحمن الرّحیم وبه نستعین وصلّى اللّه على سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین لاسیّما بقیّة اللّه المنتظر أرواحنا فداه ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلیّ العظیم.
إنّ کیفیة صلاة الاستسقاء کالتالی:
تتکون صلاة الاستسقاء من رکعتین کصلاة عید الأضحى والفطر، وفی الرکعة الاُولى خمسة قنوتات وفی الرکعة الثانیة أربعة قنوتات وقبل کل قنوت تکبیرة، وبعد التکبیرة الأخیرة نرکع، وأمّا دعاء القنوت فیختلف عن دعاء القنوت لصلاة عید الفطر والأضحى.
وبعد اتمام القنوت یجب على من یلبسون عباءة أن یقلبوا عباءتهم على ظهرها حیث یقول المرحوم صاحب الجواهر فی المجلد 12 الصفحة 146 من کتابه فی بیان الحکمة من هذا العمل:
«وحکمة هذا العمل هی أنّ الله تعالى یبدّل الجفاف بالمطر، ویحوّل أیّام القحط إلى أیّام نعمة ورخاء، وقلب العباءة إشارة إلى تغییر مسیرة الجفاف إلى نزول المطر المبارک إن شاء الله».
ونقف بعد انتهاء الصلاة مستقبلین القبلة ونکبّر الله تعالى سویة وبصوت عال مائة تکبیرة «الله أکبر» ثم نلتفت إلى الجهة الیمنى ونذکر الله مائة مرّة ونقول «سبحان الله»، ثم نتوجه إلى جهة الشمال ونقول مائة مرّة بصوت عال «لا إله إلاّ الله»، ثم إنّ إمام الجماعة یتوجه إلى الناس مستدبراً القبلة ونقول سویة وبصوت عال «الحمد لله» مائة مرّة، وبعد الإتیان بهذه المراسیم یقف إمام الجماعة خطیباً، وتتعلق خطبة إمام الجماعة فی الغالب بمسألة التوبة والإنابة والاستغفار وطلب الصفح والعفو عن الذنوب ونسأل الله تعالى من رحمته الواسعة ونزول المطر، وضمناً أوصانا أحد الاخوة المداحین بأن یقرأ فی أثناء الخطبة کلمات وأشعار فی المناجاة والتوسل لترطیب القلوب، ولا ینبغی أن نغفل أننا الآن بجوار بیت الله وفی جوار بیت صاحب الزمان (أرواحنا فداه) وأعتقد أنّ لصلاة الاستسقاء أثر تربوی کبیر ومثمر لجمیع الناس، حیث یکتسب الإنسان بهذه الصلاة نورانیة وروحانیة خاصة ویتطهر من الذنوب، وتتضمن هذه الصلاة عنصر الاستغفار وطلب الرحمة الإلهیة، هذه الصلاة تبعث على تقویة وشائج العلاقة بین الإنسان وربّه حیث یلقی الإنسان بمشکلاته أمام بیت الله، فی هذه الصلاة یعیش الناس حالة الاستغفار من الذنوب ویسألون الله حلّ مشاکلهم، إذن فهذه الصلاة تحتوی على نتائج ومعطیات تربویة جیدة من جهة، ومن جهة اُخرى فانّ إقامة هذه الصلاة یمثل احیاءً لسنّة إسلامیة، وأضیف هنا أمراً آخرَ وهو أنّ صلاة الاستسقاء مورد قبول جمیع المسلمین سواء من أهل السنة أو الشیعة سوى جماعة قلیلة من علماء أهل السنة حیث لا یقبلون بها، وما عدا هؤلاء فانّ جمیع علماء الإسلام متّفقون علیها، وقد أورد المؤرخون أنّ مراسیم الاستسقاء بصورة صلاة أو على شکل دعاء کان منذ زمان النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله).
وبعد أن انتهى سماحة الفقیه الکبیر من کلامه شرع الناس بترتیب صفوف الصلاة وقام أحد المصلّین برفع صوته بالتکبیر والاستغفار والصلوات واشتغل المصلّون بالذکر والاستغفار بقلب منکسر وروح مفعمة بالأمل بفضل الله ورحمته.
