والآخر من تجلّیات الاخلاص لله هو دفاعه المعقول عن الثورة والحکومة الإسلامیة وسماحة القائد.

ورغم أنّ حفظ النظام الإسلامی یعدّ من أهمّ الواجبات ویعدّ عنصر القیادة الدینیة بمثابة عمود خیمة لهذا النظام، ولکن فی نفس الوقت نرى أنّ البعض یرجحون الصمت وعدم الدفاع عن هذا الموضوع الحساس فی أحرج اللحظات وأشدّ الازمات بحجّة أنّ ذلک مخالف للشأنیة الحوزویة، فی حین أنّ البعض الآخر یتحرک فی خط الافراط ویدافع عن النظام الإسلامی بدون ظوابط وبدون مراعاة الحدود المنطقیة المعقولة حیث تذکرنا هذه الحالة بما کان یصنعه البعض من التملّق الزائف لرموز النظام السابق.

إنّ الدفاع المعقول والحکیم والمقترن بالنصیحة والارشاد المشفق بحاجة إلى حالة من الاخلاص والانصاف والفتوة الدینیة والاعتدال الروحی وأن یتحرک الإنسان فی هذا السبیل بعیداً عن الملاحظات الاعتباریة والنفسانیة.

وبحمد الله نرى أنّ الاستاذ (دام ظلّه) یتمتع بهذه التوفیقات الربانیة أیضاً، ویتحرک عادة فی دفاعه عن النظام الإسلامی والمسؤولین فی الحکومة الإسلامیة من موقع العقل والمنطق ویقترن ذلک عادة بالتذکر المشفق والنصیحة المخلصة للمسؤولین بحیث لا یکاد یخفى هذا الأمر على أحد من أصدقائه وطلاّبه.