توضیح ذلک: أنّه بغض النظر عن حساسیة الاستاذ بالنسبة إلى حقوق الناس ودفع الدیون المترتبة (التی کثیراً ما یقول الاستاذ: «إننی أحیاناً أقوم بدفع دینی إلى الشخص مرتین» وقد شوهد الاستاذ مراراً یعمل على تصفیة حساباته لجمیع الأشخاص الدائنین قبل کل سفر حتى الأسفار القصیرة) وبالنسبة إلى الانفاق من بیت المال فانّ الاستاذ یمتلک حساسیة کبیرة إلى درجة الوسواس من أجل ضبط الاُمور وعدم الاهمال فی هذا المورد.
إنّ هذه الخصلة من شأنها أن تثیر اعتراض الکثیرین نظراً لما یرونه من أشکال الاسراف والبذل والعطاء بدون حساب لدى بعض المنتسبین للحوزة، ممّا أدّى إلى أن لا یبقى مع الاستاذ فی مکتبه إلاّ من کان ذا نیّة صادقة ویهدف من عمله إلى تقدیم الخدمة للإمام صاحب الزمان(علیه السلام) (من باب أنّ الاستاذ یمثّل جندیاً وفیاً ومخلصاً للإمام صاحب الزمان(علیه السلام)) أو مراعاة لحقوق الاستاذ على طلاّبه أو بدوافع علمیة ومعنویة اُخرى، والملفت للنظر أنّ حساسیة الاستاذ فی هذا المورد تجلّت أیضاً فی حیاته الخصوصیة والاُسریة، حیث یتحدّث سماحته عن ذلک بقوله:
«إننی أسعى مهما أمکن أن اُقلل الاستفادة من بیت المال، ولهذا السبب فاننی فی حیاتی السابقة کنت أعتمد فی تأمین مواردی المالیة على التبلیغ فی أیّام شهر محرم وصفر وشهر رمضان المبارک، والبعض منها استلمه کحقوق ولکن بعد أن راجت تألیفاتی فإنی أستلم (حق التألیف) من الناشرین لتأمین نفقات حیاتی ومعیشتی، وأخیراً لم أکن أقبض حقوقاً شهریة من المراجع، وحتى فی هذه المرحلة وهی مرحلة المرجعیة فکذلک أعتمد فی تأمین نفقات معیشتی من حق التألیف لکتبی ومؤلفاتی».