ولا بأس أن نشیر هنا إلى مساحة اُخرى من مساحات فکر الاستاذ الجوال وحراسته للمذهب واشرافه على مجریات الاُمور فی أجوائنا الثقافیة والدینیة «ویعکس هذا المعنى، الطبع السیّال والسلامة الفکریة والذهنیة لسماحة الاستاذ وقدرته على تنقیة أجوائنا الثقافیة وتبدیلها نحو الأحسن» وهی عبارة عن الاشراف على الکتب المفیدة التی تتضمن أحیاناً بعض موارد الانحراف وتمتزج بمفاهیم لا أخلاقیة وغیر منسجمة مع منظومة المفاهیم والقیم الإسلامیة، ولابدّ من تطهیرها وتهذیبها، والأفضل أن نستمع فی ذلک إلى الاستاذ نفسه:
«کما أنّ البشر یصیر مسلماً وموحّداً فالکتاب کذلک أحیاناً یکون مسلماً موحّداً، أی أنّ هناک بعض الکتب الجیدة والنافعة وتتضمن مواضیع نافعة ولکنّها أحیاناً تتضمن بعض المنزلقات الفکریة والالحادیة أو مضادة للأخلاق الإسلامیة، فمن اللازم تهذیب مثل هذه الکتب وتطهیرها عن الشوائب لتکون مؤمنة وموحّدة ومفیدة، ومثال ذلک: کتاب لمؤلفه الامریکی «دیل کارنجی» هذا الکتاب مفید جدّاً للأشخاص الذین یعیشون تعقیدات فکریة وأزمات روحیة فیقوم بحلّ هذه العُقد ویورثهم السکینة والطمأنینة.
ولکن مع الأسف یتضمن بعض موارد الانحراف أحیاناً، وأساساً فانّ هذا الکتاب یعکس ثقافة الأمریکیین ولیس له تأثیر إیجابی فی أجوائنا الإسلامیة، وقد قدمت الکتاب لأحد الاخوة وعرضت علیه طریقة تهذیبه وتطهیره من الشوائب والنقاط السلبیة مع الاحتفاظ بجمیع الجوانب الإیجابیة والاُمور المثمرة، وبعد أن کتبت له مقدمة طویلة نسبیاً قمت بنشره تحت عنوان «طریق التغلب على القلق والیأس» وکانت لهذا الکتاب أصداء جیدة ومؤثرة فی واقعنا الاجتماعی وأنقذ الکثیر من الناس من دوامة الأزمات الروحیة والفکریة، ویعد هذا الکتاب من جملة کتبنا النافعة فی شفاء النفوس ومعالجة التعقیدات الروحیة لدى الأفراد، فعندما یواجه هؤلاء الأفراد هذه الحالات والأزمات النفسیة فانّهم یکتبون إلینا بذلک ونقوم بدورنا بإرسال نسخة مجانیة من هذا الکتاب إلیهم ونوصیهم بقراءته أکثر من مرّة من أوله إلى آخره بدقّة والعمل بتوصیاته، والغالب أنّه مثمر وذو نتائج إیجابیة فی حیاة الإنسان».
