7. النظم فی جمیع الاُمور(1)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
العشق لطلب العلمبرکات النظم وروح الإصلاح والتنظیم

إنّ حالة النظم فی حیاة الاستاذ إلى درجة من الدقّة بحیث یذعن لها کل إنسان منظم ولا یطیقها کل شخص غیر منظم، وهذه الحقیقة یدرکها کل شخص کانت له رابطة معینة مع سماحة الاستاذ.

کیف یعقل أن یعیش الإنسان فی عالم مبنی على أساس النظم والالتزام بین جمیع المخلوقات من السماء والأرض والشمس والقمر والکواکب التی تتحرک وفق نظم دقیق جدّاً، فکیف یعیش الإنسان ضمن هذه المجموعة المنظمة بحالة عدم النظم ویتوقع أن ینجح فی الوصول إلى أهدافه، إنّ الإنسان یمکنه من خلال نظم أعماله ومراعاة برنامج منظم فی أوقاته، أن یحصل على متسع من الوقت فی ساعات اللیل والنهار، وأن یؤدّی کل عمل فی وقته المعین وتسیر اُموره وفق برنامج سلیم، إنّ الإشخاص الذین یعیشون النظم فی حیاتهم یمتلکون صدق الوعد ویلتزمون بکلامهم وبذلک یحترمهم الآخرون، ولکنّ الشخص الذی یعیش اللامبالاة وعدم النظم فنراه یتخبط فی دوامة الحیرة ولا یجد لدیه فرصة مناسبة للانتهاء من أعماله وبالتالی سیکون قلیل الفعّالیة ویعیش القلق والاضطراب الدائم فلا یجد وقتاً کافیاً للدرس والتحقیق والعبادة وسائر النشاطات العلمیة ولا یجد وقتاً کذلک للترفیه للاستراحة أیضاً.

 

الإنسان العدیم النظم یتحرک فی تعامله مع الآخرین من موقع نقض الوعد وعادة یغفل عن الانتهاء من أعماله والتوصل إلى نتائج مقبولة من نشاطاته، ولو رأینا بعض الأفراد غیر المنظمین قد أحرزوا نجاحاً فی عملهم فلابدّ أن نعلم أنّهم فی صورة تنظیم اُمورهم سینالون توفیقات أکثر من ذلک.

 

وفی العالم المعاصر نرى أنّ البلدان الناجحة والموفقة فی میدان التطور العلمی والتقدم الحضاری فانّهم مضافاً إلى حرکتهم وفق برنامج دقیق ونظام منسجم فإنّ الناس فی هذه البلدان یتحرکون فی حیاتهم ومعیشتهم من خلال مراعاة القوانین والمقررات الاجتماعیة بدقّة ونظم خاص، ومن هنا فانّ إیجاد برنامج منظم للطلاّب والمحقّقین من أجل التحصیل العلمی، التدریس، المطالعة، التحقیق، العبادة، الاستراحة، یعدّ أمراً لازماً وضروریاً کیما یتنسى لهم الوصول إلى الغرض المطلوب والهدف المنشود فی حیاتهم ولیعیشوا بنشاط دائم وأُفق جلی ومستقبل زاهر.

 

ویتحدّث الاستاذ عن هذا الجانب بقوله:

«کنت أتحرک فی حیاتی وفقاً للنظم لا فی مجال الدرس والبحث والتحقیق فحسب بل حتى فی مجال الأکل والنوم والاستیقاظ وسائر الاُمور الاُخرى، وقد أدّى هذا النظم إلى أن أستفید من أوقاتی بأفضل ما یکون، ولو لم یکن هناک نظم فی حیاتی لم أکن موفّقاً لإنجاز أعمال مهمّة، ومن غیر الممکن أن أنتج هذه التألیفات المهمّة بدون برنامج منظم».

وأمّا بالنسبة إلى حکایات الاخوة والأصدقاء فکلّها تحکی عن وجود مثل هذا النظم الدقیق فی حیاة الاستاذ منذ قدیم الأیّام حیث یقول أحدهم(2):

«إننی رأیت فی الاستاذ أمراً مهمّاً وهو نظمه فی العمل وقد کان یتحرک وفق برنامج معین ومنظم للمطالعة، وبرنامج للنوم، وبرنامج للعبادة، وبرنامج لأعمال داخل الغرفة».

إنّ تنوع نشاطات سماحة الاستاذ العلمیة وکثرة رجوع الناس إلیه وخاصة بعد قبوله لمسؤولیة الافتاء والمرجعیة الدینیة من شأنها أن تؤدّی إلى مشکلات کثیرة فی حال عدم وجود النظم والانضباط فی دائرة الأعمال والنشاطات المختلفة لأنّ النظم یعنی وضع کل شیء فی محلّه وبالتالی ستکون الإجابة على الکم الهائل من الأسئلة والاستفتاءات فی الأبواب الفقهیة المختلفة ممکنة ومیسورة، یقول الاستاذ فی هذا الشأن:

«النقطة الاُخرى التی لها جنبة خصوصیة واجتماعیة فی نفس الوقت لأننی أعتقد أنّ الإنسان المسؤول یجب علیه أن یجیب على طلبات الناس ورسائلهم، هذه الرسائل إذا استمرت تمثل حلقة وصل بین الفرد والمجتمع، وأنا بدوری أوصیت الاخوة فی قسم الرسائل فی مکتبی أن یکون هذا القسم فعّالاً ولابدّ من الإجابة على کل رسالة حدّ الإمکان فلا ینبغی أن تکون هذه الرابطة مع الناس ضعیفة ومهزوزة، لأنّ الرسائل تورث الإنسان معلومات کثیرة عن وضع المجتمع والناس، ولهذا السبب نرى فی الحال الحاضر الکم الهائل من الرسائل، وفی کل یوم یفتح المسؤولون عن هذا القسم رسائل عدیدة تصل إلینا من الناس وبما أنّ هذه الرسائل بمثابة أمانة من المرسلین فأنا لا اُجیز لمسؤولی المکتب فتح هذه الرسائل لوحدهم بل یجب علیهم فتحها وقراءتها فی حضوری لیتمّ عزل تلک الرسائل التی تتضمن أسرار الناس، وتفکیکها عن الرسائل العادیة التی لا تحتوی على موضوع خاص، وهکذا یتمّ بعث الرسائل الخاصة بالاستفتاءات إلى قسم الاستفتاء، والرسائل المتعلقة بطلب الکتب إلى قسمها الخاص، والرسائل العلمیة التی کتب علیها «رسالة علمیة» ترسل إلى القسم الخاص بالأجوبة العلمیة، والرسائل العادیة ترسل کذلک إلى قسمها الخاص، ولکل واحد منها شخص مسؤول عن الإجابة عنها ولکنّ التوقیع النهائی على الرسائل وخاصة فیما یتعلق بالاستفتاءات إنّما یکون تحت نظری».

 


1. إنّ مسألة النظم فی الاُمور فی نظر الإسلام إلى درجة من الأهمیّة بحیث إنّ أمیر المؤمنین (علیه السلام) أوصى به فی آخر وصایاه لولدیه الحسن والحسین(علیهما السلام) وأهل بیته وقال: «أوصیکما وجمیع ولدی وأهلی ومن بلغه کتابی بتقوى الله ونظم أمرکم» (نهج البلاغة، الرسالة 47).
2. وهو آیة الله المحفوظی.

 

العشق لطلب العلمبرکات النظم وروح الإصلاح والتنظیم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma