لا شک أنّ أحد أهم عوامل الموفقیة لطالب العلوم الدینیة «بل أهم عامل» أن ینال الدعم والتأیید من عالم الغیب وتنزل على قلبه الطمأنینة والسکینة ویحصل على النجاة من غابة الإفکار المختلفة والآراء السلیمة والسقیمة من خلال الامداد الغیبی کما تقول الآیة الشریفة: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)(1)، وقد ورد فی أحادیث کثیرة أنّ الله تعالى: «یحول بین المؤمن ومعصیته أن تقوده إلى النار»(2) ویرى الحق حقّاً والباطل باطلاً: «یحول بینه وبین أن یعلم أنّ الباطل حقّ»(3) وکذلک ورد: «لا یستیقن القلب أنّ الحقّ باطل أبداً ولا یستیقن القلب أنّ الباطل حقّ أبداً»(4).
کما أنّه لا شک فی أنّ الإنسان یحتاج لنیل هذه الامدادات الغیبیة إلى الخروج من بوتقة الاختبار والابتلاء بنجاح وموفقیة، ولا یحصل الإنسان على هذه الامدادات الغیبیة من دون قابلیة ذاتیة أو اکتسابیة تهیىء له الأرضیة اللازمة لتقبل هذا التوفیق الإلهی، ولذلک فمن المناسب الإشارة إلى بعض الابتلاءات والامتحانات التی تصیب الإنسان لیکون مستعداً لنیل التوفیق الإلهی قبل بیان بعض الحوادث التی تعکس التأییدات الغیبیة لسماحة الاستاذ.