اجتناب التکلّف فی الکتابة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
الدفاع المعقول عن الثورة والحکومة الإسلامیةالتوکّل على الله من منزلقات القلم

ومن تجلّیات الاخلاص لدى الاستاذ، ابتعاده عن استخدام العبارة المغلقة والجملات المبهمة وسائر التکلفات الوهمیة والاعتباریة فی میدان الکتابة والتألیف، والأفضل أیضاً أن نستمع فی هذا الموضوع إلى سماحة الاستاذ نفسه لیحدّثنا عنه:

«إذا أردنا احراز الموفقیة فی عالم التألیف والکتابة یجب علینا تعین المخاطب الأصلی لهذا الکتاب أو المقالات، فمن هو المخاطب فی هذا الکتاب؟ وکأنّ المخاطب أو المخاطبین عندما نکتب لهم کتاباً، نراهم ونکتب لهم ومن أجلهم، فلو أننا فقدنا المخاطبین حین الکتابة أو استبدلناهم بصورة عمدیة بغیرهم فانّ تأثیر ذلک سیکون سلبیاً على محتوى الکتاب واسلوب الکتابة.

* وتجربتی الاُخرى فی هذا المجال هی أننا إذا أردنا أن نحصل على النجاح والموفقیة فی الکتابة فلابدّ من الاهتمام والالتفات العمیق والدقیق إلى مشاکل الناس ومسائلهم الفکریة وآلامهم النفسیة، فاذا تحرکنا فی هذا المسیر وکانت کتاباتنا تعکس مشاکل المجتمع وآلام الناس فیها وتتضمن بیان الحلول التی تلامس هذه الأزمات وحل العقد الفکریة للأفراد فسوف یکتب لنا النجاج والموفقیة وتکون کتاباتنا خالدة.

* وتجربتی الاُخرى فی هذه المرحلة أننی لم أکن أکتب شیئاً لا أعتقد به أو اُواجه بعض التعقیدات الفکریة غیر المحلولة، فالإنسان إذا اعتقد بشیء فإنّه یدافع عنه بکل وجوده، والمسألة التی یجد لها الحل المقبول فإنّه سیتحرک لبیانها وبیان حلها ببساطة وتکون کتابته لها من موقع الاخلاص والعمق الفکری، وعلى هذا الأساس فاننی اُوصی الاخوة أنّهم ماداموا یواجهون مسألة غیر منحلة لدیهم وما لم یعتقدوا بقضیة فلا ینبغی أن یتحرکوا على مستوى کتابتها وتدوینها.

* وتجربتی الاُخرى هی أنّ الکتّاب أحیاناً یتورطون فی مشکلة تطویل المقدمات وبالتالی سیقع القارىء فی دوامة ومتاهة فی بحثه عن أصل المسألة، فیجب حذف المقدّمات الزائدة والتفریعات الاضافیة وغیر الضروریة والاکتفاء فی البدایة بکلمة (بسم الله الرحمن الرحیم) مع مقدّمة قصیرة تتعلق بالدوافع لکتابة هذا الکتاب ثم الدخول إلى أصل المطلب والموضوع مباشرة، بالطبع ربّما تکون هناک مقدّمات لازمة فی بعض الموارد، ولکنّ الاهتمام بالمقدّمات والفروع یبعث على الملل والتعب فی نفس القارىء والکاتب.

* وتجربتی الاُخرى أیضاً وبنظری مهمّة جدّاً هی أن نسعى للتحدّث مع الناس والمخاطبین بلغتهم ولسانهم، ونتجنب التفریعات الصناعیة والملاحظات المغلقة والجملات المبهمة وغیر المفهومة ممّا یؤدّی إلى خروج المکتوبة عن البساطة والسلاسة وبالتالی ستتعرض المکتوبة والکاتب إلى ضرر شدید، وطبعاً فالأذواق مختلفة، فالبعض یرى بأننا إذا کتبنا بأسلوب سهل فسوف یتصور الناس أنّ مستوى الکتاب أو الموضوع متدنی، فالأفضل کتابة الموضوع باُسلوب مغلق وعبارات معقّدة لیتصور القاریء أنّ مستوى الموضوع عال من الناحیة العلمیة.

وأتذکر جیداً أنّ شخصاً أوصى أحد الاخوة بأن یسعى أن یکون ثلث کلامه فی المحاضرة غیر مفهوم لیقال أنّ الشخص الفلانی یتحدّث بلغة علمیة عمیقة، وکذلک الحال فی عالم الکتابة والتألیف، فالبعض یرون هذه الرؤیة أیضاً، ولکننی أعتقد أننا یجب علینا تحطیم هذا الصنم، فهذا الاُسلوب یعتبر نوعاً من عدم الاخلاص فی المنهج، أو هو نوع من التضحیة بالهدف من أجل بعض الملاحظات الشخصیة والاعتبارات النفسانیة، وطبعاً فانّ سهولة الکتابة وسلاسة المنطق ربّما تکون لها بعض اللوازم وتؤدّی إلى أن یقول البعض إنّ درس الاستاذ الفلانی بسیط وغیر عمیق، أو أنّ کتابه لیس بالمستوى المطلوب، ولکنّ التجربة أثبتت لی أنّ الناس المخلصین یستقبلون مثل هذا الاُسلوب والمنهج فی الکتابة والبیان استقبالاً جیداً.

 

إننی لن أقبل طیلة عمری بهذه التوصیة والنصیحة بأن أکتب باُسلوب معقد وصعب أو اُدرِّس باسلوب معقد، وقد رأیت نتائج إیجابیة وبرکات کثیرة على اُسلوبی السهل والسلس، ولیقولوا ما یقولون، مضافاً إلى أننی أرى أنّ التعقید فی الاُسلوب نوع من الشرک وعدم الاخلاص فی النیّة بحیث أننا نضحی بمصلحة الناس فی سبیل عناوین موهومة، فلیس عیباً أن یکتب الشخص باُسلوب سهل أو یتحدّث فی الدرس بأسلوب مفهوم، بل هذا الأمر بحدّ ذاته یعتبر فناً کبیراً، ولو أننی کنت أملک ما یکفی من الوقت فاننی سأقوم بإعادة کتابة الکتب الدراسیة والعلمیة المعقدة مثل (کفایة الاصول) بأسلوب عربی سهل بدون تغییر فی المضمون والمحتوى لاُثبت أنّ أعقد المتون وأصعب البحوث العلمیة یمکن بیانها بأسلوب سهل ویفهمها الطلاّب بیسر وسهولة، وعلى أیّة حال فاذا کانت السهولة والسلاسة فی الکتابة أو التدریس عیباً فاننی أعترف بهذا العیب والذنب، ولکنّ التجربة أثبتت لی أنّ الموفقیة والنجاح یترتبان على هذا المنهج، وکذلک یترتب علیه الاخلاص والثواب الإلهی، ولهذا السبب اُوصی الاخوان الأعزاء أن لا یتورطوا فی هذه المسألة بالوسواس والنوازع النفسانیة، فلو تمکّنوا من الکتابة أو التحدّث فی المحاضرة بأسلوب سهل ومیسور فعلیهم أن یعتبروا ذلک من المواهب الإلهیة والنعم الربانیة».

الدفاع المعقول عن الثورة والحکومة الإسلامیةالتوکّل على الله من منزلقات القلم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma