لقد وضع استاذنا قدمه فی هذا الطریق بهدف أن یکون جندیاً من جنود صاحب الزمان(علیه السلام)، بل أنّ والده بنیّة خالصة کما یعبّر أیة الله موحد (استاذ استاذنا)، قدّم ابنه هذا بعنوان أنّه خمس أبنائه إلى الإمام المهدی(علیه السلام)، ومن هنا شعر الاستاذ بالعشق الملتهب فی وجدانه یزیل عنه کل أشکال الکسل والتعب ویسلب منه طعم الراحة.
وحکى لنا سماحة الاستاذ عن عمل والده فی تقدیمه إلى الدراسة وقائلاً:
«بما أنّ الدروس العلمیة فی مدرسة خان فی شیراز کانت متقطعة من جهة، ومن جهة کنت أعیش العشق الملتهب لتحصیل العلوم الدینیة وقد ملک هذا العشق جمیع وجودی وألهب روحی فلم یرونی هذا المقدار القلیل من الدراسة، وکان أن انتهت امتحانات السنة الثالثة فی المدرسة الثانویة وانتقلنا إلى مدرسة اُخرى تدعى «آقا بابا خان» من المدارس المعروفة فی شیزار والتی یدرس فیها الطلاّب جمیع الوقت، فتوجهت إلى آیة الله موحد وبدأت أتتلمذ عنده، وفی أحد الأیام جاء آیة الله موحد إلى السوق وحضر فی دکان والدی وقال له: أنت والد لخمسة أبناء أحدهم ناصر، فاجعل هذا الولد بعنوان خُمس أبنائک للإمام صاحب الزمان(علیه السلام) ودعه یحضر دروسه الدینیة بشکل منظم، فوافق والدی، وذلک فی وقت کان لی من العمر ثلاثة عشر سنة وکان والدی فی أمس الحاجة إلیَّ».