شروع صلاة الاستسقاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
الخطبة قبل الصلاةخطبة صلاة الاستسقاء

کلما یتقدم الوقت وترتفع ساعات النهار فانّ جموع غفیرة من المصلّین تزداد شیئاً فشیئاً فهناک النساء والرجال، الکبار والصغار، الشیوخ والشبان، المشایخ وغیر المشایخ، الشخصیات العلمیة والدینیة والأشخاص العادیین کلهم جاءوا وحضروا إلى هذا المکان متوجّهین بقلوبهم إلى الله تعالى ومتضرعین إلیه ومادین أیدیهم إلى السماء، فالجمیع على استعداد تام لحضور هذه المائدة الإلهیة، وتسمع أصوات بکاء الأطفال الذین تم عزلهم عن اُمهاتهم وأصوات الأغنام والماعز، وفی هذا الحال أخذ الناس بالبکاء والاستغاثة والضجیج، فالأجواء المعنویة حاکمة على ذلک المکان.

کان العدد غفیراً جدّاً لقد تهیأوا، فما أن قال الإمام تکبیرة الإحرام ورفع یدیه إلى اُذنیه علامة على دفع وطرد ما سوى الله إلى خلفه وبدأت الصلاة، بدأ المصلّون الذین عاشوا هذا العشق والتوبة والاستغفار وصیام ثلاثة أیّام، بصلاة الاستسقاء فی حال البکاء والدموع.

وبعد أن قرأ الإمام سورة الحمد وسورة الکوثر رفع یدیه للقنوت خمس مرات فی الرکعة الاُولى وقرأ فی قنوته هذا الدعاء:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، کَما صَلَّیْتَ عَلى اِبْراهیمِ وَآلِ اِبْراهیمَ، اِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ. وَصَلِّ عَلى جَمِیعِ الأَنْبِیَاءِ وَالْمُرْسَلینَ، وَالْمَلائِکَةِ الْمُقَرَّبینَ، وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحینَ، اللَّهُمَّ نَزِّلْ عَلَیْنا غَیْثاً مُبارَکاً، إِنَّکَ أَنْتَ الوَلِیُّ الْحَمیدُ، وَبِالاِْجَابَةِ جَدیرٌ، وَأَنْتَ عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ».

وهکذا الحال فی الرکعة الثانیة فی أربع قنوتات وبعدها انتهت الصلاة، وبعد الفراغ من الصلاة، فی حین أنّ بعض المصلّین کانوا قد قلبوا عباءاتهم على باطنها مستقبلین القبلة بالتکبیر مائة مرّة، وکان تکبیرهم بحالة خاصة من الصفاء والمعنویة ممّا أضفى على تلک الأجواء روعةً وبهاءً عظیماً، وبعد الانتهاء من التکبیر اتجه المصلّون إلى جهة الیمین بحیث کانت أکتافهم الشمال صوب القبلة، وسبحوا الله تعالى بجمیع وجودهم وقالوا: «سبحان الله» مائة مرّة، وکأنّ ذکر الله تجلى حین ذلک بمعنىً جدید ومضمون عمیق وکأنّه لأول مرّة یسمع الناس بمثل هذا التسبیح، فالذکر وقول «سبحان اللّه» لم یختلف فی جمیع الحالات، ولکنّ هذا الذکر یقال الآن بلسان آخر، لسان الشخص التائب والمنیب إلى الله تعالى طالباً منه المغفرة والصفح ولا سیّما إذا اقترن ذلک مع البکاء والعویل وفی حالات التوبة والانابة، کل ذلک من شأنه إضفاء طابع الصفاء والخلوص على هذا الذکر.

«سبحان اللّه» تعنی أنّ الله تعالى منزّه عن کل نقص وشائبة، وإنّ ذنوبنا وخطایانا هی التی أدّت إلى وقوعنا فی هذا البلاء وسقوطنا فی بحر الامتحان وإلاّ فأنت منزّه عن کل نقص وأسمى من کل شیء وبعد الانتهاء من هذا الذکر المهیج بلسان المصلّین والصائمین والعاشقین الذین یعیشون فی حالة من انکسار القلب توجه الجمیع إلى جهة الشمال بحیث کانت أکتافهم الیمین هذه المرّة صوب القبلة وللمرّة الثالثة ارتفعت أصواتهم «لا إلـهَ إلاّ الله»، مائة مرّة، بمعنى أنّه لا معبود سوى الله تعالى فأنت معبودنا وإلهنا وأنت القادر على إحیائنا واماتتناً، تعزّ من تشاء وتذل من تشاء، وتمنح البرکة من تشاء وترزق من تشاء وترسل المطر إلى حیث تشاء فکل شیء بیدک وبمشیئتک وکل ما لدینا هو منک فقط. إلهنا! لا نجاة لنا إلاّ بک فأنت المنقذ لنا والمصلح لاُمورنا وبکرمک نعیش ونحیى، وبهذا الذکر نعترف لک بأن لا موجود یستحق العبودیة سواک.

وعندما اتّجه المصلّون العشّاق صوب القبلة وفی حین توجه الإمام إلى المصلّین وللمرّة الرابعة اشتغل الجمع الغفیر بذکر الله تعالى، وهذه المرّة کأنّ المصلّین یرومون تقدیم الشکر والثناء لله تعالى على توفیقهم للتوبة والإنابة وأنّ رحمته الواسعة شملتهم فی هذا المکان ومنحتهم فرصة اُخرى لیقدموا فروض الولاء والطاعة والعبودیة إلى ساحة کرمه وجلالته ویستغفرون من ذنوبهم ویسألونه العفو والصفح عن خطیئاتهم، بذلک ارتفعت أصوات الجمع «الحمد لله» مائة مرّة.

لقد ملأ الحمد والشکر لله ولما تفضل به من کرم وعفو وجود جمیع المصلّین الذین کانوا یشکرون الله تعالى بقلوب ملیئة بالعشق والحبّ الخالص ونفوس منکسرة ومذعنة ومعترفة بالخطیئة والذنب.

وبعد الانتهاء من الاذکار الأربعة هذه جلس المصلّون لیستمعوا إلى الإمام وهو یخطب خطبة صلاة الاستسقاء، فقال:

الخطبة قبل الصلاةخطبة صلاة الاستسقاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma