ویتحدّث سماحة الاستاذ فیما یتعلق بتأثیر القلم الکبیر فی وعی الاُمة ویقول:
إنّ جملة «مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء» قد عشت مضمونها ومحتواها بجمیع وجودی ورأیت کیف أنّ کتاباً واحداً بإمکانه انقاذ الإنسان من الموت المعنوی وحتى الموت المادی ویغیّر کلیاً من مصیره، فقد کان لنا صدیق فی عبادان وقیل أنّه کان فی السابق من دعاة المارکسیة الفاعلین، فقرأ کتاب «أشباه الفلاسفة»، فکان یقول بعد: «إننی قرأت هذا الکتاب ثلاث مرّات ویجب أن أقرأه سبع مرّات اُخرى لیکون المجموع عشر مرّات، إنّ هذا الکتاب أنقذنی وغیّر حیاتی بصورة کاملة» وهناک الکثیر من الأفراد یذکرون فی رسائلهم أنّهم کانوا یرومون الانتحار بسبب ما یعیشونه من عقد فکریة وتشویشات عقائدیة فلم یبق أمامهم سوى هذا الحل، ولکننا کنّا نکتب فی جوابهم بأنّ الانتحار هو «آخر ما یعمله الإنسان فی نهایة الخط ولکن فی الوقت متسع، فقبل أن تقدموا على مثل هذا العمل اعملوا بتوصیاتنا» ثم نوصیهم ببعض الوصایا ونرشدهم إلى بعض الاُمور وأحیاناً یکون الکتاب بمثابة الدواء الشافی والبلسم الراقی لحلّ المشکلة، فنبعثه إلیهم وبعد اطلاعهم علیه یتحوّلون روحیاً إلى شخصیات إیجابیة تماماً، وأساساً فإننا نوصی الاخوة فی الکثیر من الرسائل أن یرسلوا إلى أصحاب الرسائل کتباً مفیدة، وهذه الکتب تمثل العلاج الناجع لشفائهم من أزماتهم المعنویة والروحانیة».