إنّ قصة مناظرة الاستاذ مع المبلغ البهائی فی شیراز فی سنوات الشباب معروفة عند أهالی شیراز، وکذلک حادثة مناظرته مع المتصوفة فی مجلسهم فی خانقاه فی شیراز وکان الاستاذ شاباً یافعاً، وقد انتهت هذه المناظرة بکتابة «تجلی الحق» والذی وقع مورد اعجاب وتشویق سماحة آیة الله العظمى السید البروجردی(قدس سره) «وقد تقدم بیانه فی الفصل التاسع» ویروی أحد مرافقیه هذه الحکایة کالتالی:
«إننی أتذکر جیداً أنّ أتباع «الفرقة الضالة» کانو یجتمعون فی محفل لهم فی شیراز ویدعون الناس إلى ذلک المحفل والمجلس لیتمکنوا من اغواء واضلال الجهّال والبسطاء من الناس، وفی أحد اللیالی اشترک الاستاذ ـ وکان شاباً مراهقاً ـ فی تلک الجلسة والمحفل وذلک قبل هجرته إلى قم، فأخذ المبلغ البهائی بإلقاء کلمته لإثبات حقانیة زعماء الفرقة البهائیة وتمسک بإحدى الآیات القرآنیة الشریفة وکان الناس یستمعون إلیه، وفجأة قام هذا الشاب المراهق من بین الجالسین والحضّار وقال مخاطباً ذلک المبلّغ: إنّ الذی یفسّر آیة من القرآن لابدّ أن یعرف القواعد الأدبیة للغة العربیة وقد قرأ الصرف والنحو، فهل قرأت ذلک، وهل تعرف الصرف والنحو؟ فقال المبلّغ البهائی: نعم قرأت ذلک. فسأله الاستاذ عن قاعدة نحویة من قواعد باب الاشتغال وقال له: کیف نحلّ تنازع العوامل فی النحو فیما یعود «لترجیح النصب على الرفع»؟ وبما أنّ المبلّغ البهائی لم یسمع اطلاقاً بهذا الموضوع فقد بقی متحیراً وبان علیه الخجل وضلّ ساکتاً وانهار المجلس»(1).
1. حجّة الإسلام والمسلمین مؤمن.
