ثم یتحدث سماحة الاستاذ عن البعد الانتقادی والسیاسی لهذه المجلة المبتکرة ویقول:
«بعد أن شعرنا بأننا نقف على أرضیّة متماسکة من دعم المرجعیة بدأنا بطرح مقالات انتقادیة واجتماعیة وسیاسیة بعد أن کانت جمیع المقالات تبحث جوانب عقائدیة وتفسیریة وأخلاقیة وروائیة فقط، ولکن بعد هذه الواقعة تطرقنا إلى المفاسد الاجتماعیة أیضاً وتحدثنا عنها من موقع التحلیل والعلاج والنقد، وبحمد الله کان هذا الفصل مؤثراً جدّاً وقد منحت هذه المقالات المجلة قدرة ودینامیة کبیرة فی التحرک على مستوى النشریات والمجلات الدینیة فی ذلک الوقت فی عملیة إصلاح الفکر الدینی فی أجواء المتدینین والوقوف ضد الکلمات والبحوث الضّارة بالفکر الدینی».
ثم إنّ الاستاذ ذکر حادثة فی هذا المجال وأضاف یقول:
«فی أحد أعداد صحیفة اطلاعات التی کانت صحیفة حکومیة بإشراف «مسعودی» الذی یعتبر من أصدقاء الشاه المقربین کانت هناک مقالة ضد الحوزة ورجال الدین، فکتبت رسالة شدیدة اللحن إلى مسعودی وأکّدت علیه بأنّه ما لم تنتهِ الصحیفة من نشر مثل هذه المقالات المضادة للروحانیین فاننا سنقوم بتحریم صحیفة اطلاعات فی جمیع المناطق، وسیکون هذا التحریم مؤثراً کثیراً من خلال هذه المجلة التی تتمتع بمقبولیة واسعة فی أوساط الناس، ولم تمض فترة وجیزة إلاّ وکتب مسعودی رسالة یعتذر فیها عن خطأ الصحیفة ا لمذکورة وأنّ الغرض لیس هو إهانة رجال الدین وهتک حرمة الروحانیین ولکن بما أنّکم تلقیتم المقالة من موقع الاهانة واعتبرتم ذلک العمل بمثابة هتک لمقام الحوزة العلمیة فأنا بدوری سوف أصدر أمراً للعاملین فی الصحیفة بعدم تکرار مثل هذا العمل، وأنتم أعلى شأناً وأجلّ مقاماً من أن تقوموا بتحریم صحیفة اطلاعات، ومن الواضح أنّه کان مرتبکاً لما حصل لعلمه بخطأ موقفه من الحوزة العلمیة».