بالرغم من أنّ وضع تقریر من تقریرات الاساتذة کمحور لدروس البحث الخارج فی الاُصول یعدّ أمراً شائعاً، والکثیر من أساتذة الدراسات العلیا «البحث الخارج» فی الحوزة العلمیة یقررون فی دروسهم تقریرات أساتذتهم أو یجعلونها محوراً لبحوثهم، ولکن فی نفس الوقت نرى سماحة الاستاذ ینطلق فی درسه للاُصول بشکل مستقل وحرّ حیث یبحث عن أهم الآراء الموجودة فی المسألة بعد استعراضها، وذلک یعنی بوضوح أنّ تفکیر الاستاذ لا یمیل إلى أی جهة معینة.
إنّ هذا المقدار من الشهامة والحریة الفکریة والاعتماد على النفس یعتبر مثالاً بالنسبة للطالب الذی یدرس الدراسات العلیا حیث یخرج من إطار الدراسة وفق متن معین (کما هو الحال فی مرحلة السطوح) وبذلک یمنحه الجرأة والاعتماد على النفس والنظر فی جمیع الآراء والأقوال فی مسألة معینة ونقدها، وهذه الحالة یتمیز بها سماحة الاستاذ أیضاً فی درس تفسیر نهج البلاغة حیث یتعامل فی بحثه هذا مع شروح وتعلیقات متنوعة ویتحرک فی هذا التفسیر من موقع الاعتماد على النفس والتحلیل الدقیق.