وبینما کان الاستاذ یتحدث عن هذه القضیة إذ أشار إلى نکتة دقیقة ولطیفة، وهی أنّ العمل الصالح مهما کان قلیلاً فإنّه یفتح طریقه ویتجلّى بنفسه للآخرین بل ینمو ویشتد حتى
یصیر شجرة طیبة: (تُؤْتِى أُکُلَهَا کُلَّ حِین بِإِذْنِ رَبِّهَا)(1)، حیث یقول:
«وأنا أشکر الله تعالى على أنّ هذا الکتاب انتقل بدون علمی واطلاعی إلى أفغانستان ومن هناک نفذ إلى طاجکستان وبعث على یقظة الناس وانتباههم، وهنا أقول: إنّ عمل الخیر لا یضیع کما ورد فی الحدیث الشریف: (ما کان لله ینمو) فبالرغم من أنّ هذا الکتاب لا یمثل إلاّ عملاً صغیراً إلاّ أنّه ازداد ونما وأنا أنظر إلیه، واللطیف أنّ ذلک الرجل قال لی بعد ذلک: إننی على المذهب الحنفی ولکننی اُحب الثورة الإسلامیة فی ایران کثیراً، وأتوجه کل اسبوع إلى سفارة ایران فی دوشنبه (عاصمة طاجکستان) ولی ابنان أرغب فی ارسالهما إلى قم لیدرسا فی الحوزة العلمیة عندک، وبدوری أرشدته إلى طریقة ذلک ولکنّ أحداث طاجکستان وقعت بعد ذلک ولم تتحقق هذه الرغبة».