المورد الثالث فیما یتعلق بالفکر الحر والخلاّق لسماحة الاستاذ هو إصدار مجلة «مکتب اسلام» التی تعتبر عیناً صافیة فی صحراء الظلم والشرّ فی زمان الطاغوت «حکم الشاه»، فکانت بعنوان أول مجلة دینیة یبزغ نورها فی ظلمات تلک الأیام الحالکة، ویقول الاستاذ فی حدیثه عن هذه المجلة:
«لقد تمّ إصدار هذه المجلة فی مرحلة من أشدّ مراحل النظام السابق ظلماً واضطهاداً على الدین، فلم تکن أیّة مجلة دینیة تصدر فی جمیع مناطق ایران، فکان أن اجتمع بعض الاخوة الأفاضل وعلماء الدین المثقفین وصمموا على إصدار مجلة دینیة تتولى أمر التصدی للانحرافات الفکریة والمفاسد الأخلاقیة فی هذا البلد، وتمّ الشروع فی هذه المجلة بعد تقدیم معونات من بعض الأخیار وتجّار طهران الذین تکفّلوا تأمین مصروفاتها المالیة، وبما أنّ الناس کانوا متعطشین للمعارف الدینیة وللثقافة السلیمة فکانت هذه المجلة بمثابة جرعة الماء للعطشان فی الصحراء المحرقة أو المنار والمشعل للسالک فی الظلمات الحالکة، فکان استقبال الناس لهذه المجلة عظیماً جدّاً بحیث لم نتوقع مثل هذا الاستقبال فکان عدد المجلة یزداد بشکل کبیر فمن ألفی نسخة فی الاعداد الاُولى إلى أن بلغ عدد النسخ فی العدد الواحد مائة ألف نسخة وتمّ ارسالها إلى جمیع أرجاء ایران من المدارس والجامعات إلى الادارات والسوق وقد استطاعت هذه المجلة خلق موج کبیر فی أجواء الثقافة الدینیة السائدة».