والآخر من تجلّیات الاخلاص لدى الاستاذ هو الابتعاد عن «السرقة فی الکتابة» حیث نرى أنّ الاستاذ نفسه یشکو من ذلک أیضاً ویقول:
«فی احدى المرات وقع فی یدی کتاب جید وفیه مواضیع جمیلة عن عبادة الله، وبعد مطالعة الکتاب رأیت أنّ هذه القضایا والمواضیع معروفة لدیّ وکأنّنی کتبت فی السابق مثل هذه الکلمات فی کتاب «خالق العالم» ولکننی رأیت أنّ هذا الکتاب عبارة عن ترجمة لکتاب عربی، ثم انتبهت أنّ أحد الکتّاب العرب قام باقتباس مطالب کتابی ونقلها إلى العربیة من دون ذکر الاسم وطبعه باسمه، ثم إنّ المترجم الفارسی جاء ونقل الکتاب من العربیة إلى الفارسیة لأنّه وجده کتاباً جیداً وجاءت الترجمة شبیهاً لکتابنا الأصلی.
وهناک قضایا کثیرة من هذه بأشکال مختلفة تورث الأسف وتبقى ذکریاتها المؤلمة فی الذهن، فصحیح أنّ الاقتباس من الکتب أمراً متداولاً ولکن الاقتباس له أیضاً حد، وصحیح أننا لا ینبغی أن نبدی رد الفعل لهذا العمل، ولکن لیس صحیحاً أن یقوم البعض بعمل بعید عن الانصاف کهذا، وربّما یتصور البعض أننی اقتبسته وسرقته من ذلک الکتاب العربی فی حین أنّ تاریخ طبع ذلک الکتاب متأخر عن طبع کتابنا بزمن کبیر، ونأمل أن نصل فی المستوى الأخلاقی إلى درجة أن لا نتوجه إلى هذه المسائل ویکون عالم الکتب والمؤلفات سلیماً من هذه الأعمال الذمیمة».