8. البیان الجید فی ظلّ الفهم الجید

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
برکات النظم وروح الإصلاح والتنظیمالاعتراف بذنب کبیر

إنّ سلاسة بیان الاستاذ وسهولته فی بیان المعانی والمفاهیم إلى درجة أنّ بعض الطلاّب فی بدایة الأمر یشکّون فیما إذا کان هذا الموضوع یتضمّن عمقاً أکثر ولم یؤدّ الاستاذ حقّه فی بیان الموضوع.

وأنا بدوری کنت غارقاً فی أجواء التردید فی هذا المجال إلى حدّ الوسواس وکنت أسعى إلى مطالعة الموضوع بدقّة والمباحثة فیه مع اخوانی الطلاّب فی عملیة التحقیق فی جوانب وأبعاد المسألة، وبعد البحث الکثیر وصلنا إلى هذه النتیجة، وهی أنّ حقّ المطلب هو ما ذکره الاستاذ بدون تعقیدات لفظیة وابهام فی العبارة بل وصل إلى النتیجة بطبعه السیال وفکره الثاقب وبیّنه للطلاّب بسهولة وجذّابیة خاصة.

وبما أنّ اللسان والبیان بمثابة المترجم لما یختلج فی ذهن الإنسان وفکره فیمکن القول: إنّ هذا البیان الجذّاب والسلس یعکس الفهم السلیم والجید لسماحة الاستاذ، ومن المسلّم أنّ المهم فی صیاغة البیان السهل هو کیفیة الورود والخروج من المسألة والتحلیل الصحیح للبحث وما یتضمنه البحث من تفریعات ودقّة فی الاُمور الجزئیة للموضوع الکلی العام، وبالجملة إراءة معالم الموضوع بکل أبعاده وبما یتضمنه من دقائق وتفاصیل بإمکانها رفع الستار عن محلّ النزاع، والانصاف أنّ الاستاذ فی هذا الجانب کان موفقاً جدّاً.

ولا بأس ببیان هذه الحقیقة، وهی أنّ الاستاذ یتحرک فی بیانه الدرسی بکامل النشاط ویؤدّی الکلمات بقوّة ومتانة بحیث یخلق جواً من النشاط والانشداد الذهنی عندما یتحدّث بالموضوع العلمی وهو على کرسی التدریس بحیث إنّ الطالب لا یشعر بالکسل والکلل ولا یرى نفسه متخلفاً عن قافلة البحث والدرس بل إنّ کل طالب یجد فی نفسه فهماً واضحاً لموضوع الدرس ویعلم بأنّ الآخرین فهموا هذا المطلب مثله.

وهذه الحقیقة کنت أشعر بها مراراً فی أثناء درس الاصول لسماحة الاستاذ، وأتذکر أننی فی بدایة اشتراکی وحضوری فی درس الاستاذ تفألت بالقرآن الکریم وخرجت الآیة: (وَقَالُواْ الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَکُورٌ)(1)، وهکذا کان درس الاستاذ یذهب عنّا الحزن فی حلّه للعقد العلمیة الدقیقة فی هذا الدرس.

وبدیهی أنّ التمتع بهذه الخصلة الجیدة بإمکانه أن یؤثر کثیراً فی جذب الطلاّب إلى درس الاستاذ فی الفقه والاصول (فی تلک السنوات التی کان الاستاذ یدرس الاُصول أیضاً، حیث تحوّل درس الاستاذ إلى أکبر درس فی الحوزة من حیث عدد المشارکین.

 


1. سورة فاطر، الآیة 34.
برکات النظم وروح الإصلاح والتنظیمالاعتراف بذنب کبیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma