22. الهمّة العالیة والأمل بالمستقبل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
الدفاع عن المذهب فی مجلس الخبراءالروح العالیة التی لا تعرف التعب فی مجال تقدیم الخدمات العلمیة والاجتماعیة

إنّ سماحة الاستاذ یمثّل تجسیداً للعدل على أرض الواقع، ویتمتع بهمة عالیة وأمل بالمستقبل فلا یقف فی طریق تحقیق أهدافه وفتح قمم الموفقیات أی مانع أو حاجز یمنعه من الوصول لأهدافه، بل ینطلق فی عمله، عندما یشخص أنّ هذا العمل مفید للإسلام والمسلمین، بنشاط وحیویة منقطعة النظیر، والشاهد على ذلک الأعمال الکبیرة والنشاطات المتنوعة التی أنجزها سماحته أو فی حال اتمامها والانتهاء منها.

بعد الانتهاء من تألیف دورة کاملة فی التفسیر الذی استغرق طوال خمسة عشر سنة، شرع سماحة الاستاذ مباشرة بتألیف التفسیر الموضوعی للقرآن بشکل جذّاب وشیق ولحد الآن صدرت منه دورة کاملة بعشرة مجلدات من المعارف القرآنیة، وصدر کذلک ثلاثة أجزاء اُخرى فی الأخلاق، هی الجزء الحادی عشر والثانی عشر والثالث عشر، فی حین أنّ الاستاذ عازم على الشروع بتألیف شرح وتفسیر لنهج البلاغة بمساعدة مجموعة من الفضلاء والطلاّب وقد صدرت بحمد الله منه ثلاثة أجزاء یتضمن شرحاً مفصلاً وتفسیراً شیّقاً بمضامین عمیقة وسلسة، وکان المجموع تسعین خطبة من نهج البلاغة، وهذا المشروع لازال فاعلاً ومستمراً.

إنّ علو همة الاستاذ وقوة عزیمته وإرادته فی فتح القمم الشاهقة للمعارف ونشر العلوم الإسلامیة واحیاء الحوزات العلمیة إنّما یتضح ویتجلى بصورة جیدة عندما نستمع فی هذا الفصل إلى حدیث الاستاذ الملىء بالأمل، فنعیش الأمل والاُفق الواسع فی حرکتنا الفکریة والروحیة، یقول سماحته:

 

«إنّ أملی الوحید أن أتحرک فیما تبقى من عمری من أجل المعارف الإلهیّة، وأصل إلى مرتبة من العلم بحیث یشع نور الیقین على قلبی بلطف الله تعالى وأعیش الطمأنینة والسکینة الروحیة فی ظل الشهود القلبی ویمتلأ وجدانی من الإیمان والیقین والعشق لله بحیث یتطهر من کل شائبة ومن کل ما سوى الله، هذا هو أول وأکبر أمل فی حیاتی والذی سألت الله أن یرزقنی ویمنحنی هذه الاُمنیة ما دمت فی حال الحیاة بحیث أصل إلى مرتبة أن لا أرى عندها سبباً آخر فی هذه المواهب والنعم غیره.

والأمل الآخر الذی أعیشه فی حیاتی أن أتمکن بمساعدة الاخوة الأعزاء فی الحوزة العلمیة من إیجاد تحوّل واسع وعمیق فی الحوزة، وبذلک اُحقق مضمون الحدیث الشریف الوارد عن الإمام الصادق(علیه السلام): «ستخلو کوفة من المؤمنین ویأزر عنها العلم کما تأزر الحیّة فی جحرها، ثم یظهر العلم ببلدة یقال لها قم، وتصیر معدناً للعلم والفضل حتّى لا یبقى فی الأرض مستضعف فی الدّین، حتّى المخدّرات فی الحجال، وذلک عند قرب ظهور قائمنا... فیفیض العلم منه إلى سائر البلاد فی المشرق والمغرب»(1).

وهکذا أجد أنّ أملی القلبی أن أُجسّد هذا المضمون على أرض الواقع واحقق النبوءة المهمّة لأئمّة المعصومین(علیهم السلام).

وأملی الآخر أن أتمکن من استثمار هذه الفرصة المناسبة جدّاً فی أجواء عالمنا المعاصر لایصال صوت الإسلام إلى جمیع أقطار المعمورة وبلغات مختلفة ومن خلال المبلّغین الجیدین، وقد کانت الحوزة العلمیة مرکز التحقیق فی فقه آل محمد(علیهم السلام) ومعدن علوم التفسیر والعقائد والحدیث، وعلینا استثمار القابلیات والطاقات المبدعة والممتازة فی الحوزة العلمیة من داخل ایران وخارجها ونعمل على تربیتهم وإیجاد تحؤّل کبیر فی العالم الإسلامی.

والأمل الآخر هو أن نتمکن، من أجل حفظ ثقافتنا الإسلامیة فی مقابل الهجمة الثقافیة الغربیة المخربة، من التحرک على مستوى إیجاد مواقف مؤثرة ونشاطات مثمرة وخاصة على مستوى الشباب لنحفظهم من هذه الهجمة الثقافیة الشرسة ونتمکن من إیجاد الوحدة بین الحوزة والجامعات لأنّ خطر الغزو الثفافی فی الجامعات أکثر من أی مکان آخر، ونتمکن بالتالی من تجسید ونشر الأخلاق الإسلامیة فی مفاصل المجتمع بهدف حل الکثیر من مشاکل الناس فی مجال الاقتصاد والعلاقات الاجتماعیة والروابط الإُسریّة.

وأملی الآخر أننا نعیش فی الحال الحاضر ونرى أنّ الناس وخاصة المستضعفین منهم یواجهون مشکلات عدیدة، فعلى رجال الدین الاقدام لحلّ هذه المشاکل مهما أمکنهم ذلک أو المساعدة فی حلّها فانّ لذلک أثراً إیجابیاً کثیراً على التزامهم الدینی وتوجههم القلبی نحو الدین، وحینئذ یکون الإسلام هو المنقذ فی اُمور دینهم ودنیاهم.

وأملی الأخیر هو أننی أتمکن فیما بقی من عمری أن أقوم بتألیف کتب علمیة أکثر وأعمق وأشمل من السابق، ولعل ذلک یکون وسیلتی للنجاة غداً حیث یقرأوها الناس بعد ذلک ویترحمون علیَّ ویطلبون لی من الله المغفرة والرحمة، وأنا على یقین أنّ ما عملته لحدّ الآن لم یکن شیئاً یستحق الذکر، ولیتنی استطعت أن اُقدم للإسلام شیئاً مهماً، وعلى أیّة حال فإنّ أملنا کبیر بالله تعالى وبلطفه ولیس لنا أمل ورجاء إلاّ بلطف الله وعنایته».

 

 


1. بحار الأنوار، ج 57، ص 213.

 

الدفاع عن المذهب فی مجلس الخبراءالروح العالیة التی لا تعرف التعب فی مجال تقدیم الخدمات العلمیة والاجتماعیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma