الاعلان عن صلاة الاستسقاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
صلاة الاستسقاءشیوع الخبر بین الناس

کان ذلک الیوم هو یوم الثلاثاء 14 اسفند 1375 هـ ش المصادف 28 من شوال المکرم 1447 هـ ق عندما أعلن سماحة أیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه) فی درس الخارج للفقه أنّه عازم على إقامة صلاة الاستسقاء.

قال سماحته فی هذا الصدد:

«بسم اللّه الرّحمن الرّحیم وبه نستعین وصلّى اللّه على سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین لا سیّما بقیة اللّه المنتظر أرواحنا فداه ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلیّ العظیم.»

فی تفسیر سورة نوح ذیل الآیة الشریفة:

(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً)(1).

وردت روایة تقرر هذا المعنى، وهو أنّ الربیع بن صبیح قال:

«کنت عند الحسن بن علی(علیهما السلام) فجاء رجل وشکا له من الجدب والقحط فقال له الحسن: «استغفر الله»، فجاءه آخر وشکا له من الفقر فقال: «استغفر الله»، فجاء ثالث وقال له: ادع أن یرزقنی الله ولداً، فقال الحسن(علیه السلام): «استغفر الله»، یقول الربیع بن صبیح: فتعجبت وقلت له: ما من أحد یأتیک ویشکو إلیک أمره ویطلب النعمة إلاّ أمرته بالاستغفار إلى الله..

فقال(علیه السلام): إنّ ما قلته لم یکن من نفسی، وإنّما استفدت ذلک من کلام الله الذی یحکیه عن لسان نبیّه نوح(علیه السلام)، ثم تلا قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ اِنَّهُ کَانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّمآءَ عَلَیْکُمْ مِّدْرَاراً * وَیُمْدِدْکُمْ بِأَمْوَال وَبَنِینَ * وَیَجْعَلْ لَّکُمْ جَنَّات وَیَجْعَلْ لَّکُمْ أَنْهارَاً)(2)»(3).

هناک الکثیر من أمثال هذه البلایا والمشاکل التی تواجه الناس بسبب الذنوب والمعاصی التی تقع هنا وهناک فی العلن والخفاء، وهذه السنة فی تاریخ ایران سنة عجیبة من حیث شدّة القحط والجفاف، فالجفاف شمل معظم المناطق فی هذا البلد، وینقل أحد الاخوة أنّه رأى فلاحاً یجهش بالبکاء ویقول: إنّ زرعنا یحتاج إلى الماء وهو الآن یکاد أن یفنى ویموت، وفی بعض المناطق تباع الحیوانات من الغنم والبقر بأسعار زهیدة وبأقل من قیمتها الحقیقیة.

لقد أخبرونا بالهاتف من محافظة فارس التی تعتبر الرصید الأول والمخزن الأکبر للحنطة والشعیر فی ایران، بأنّ میزان هطول المطر هذا العام بمقدار عشر السنة الماضیة، أی أنّ مقدار المطر فی السنة الماضیة کان (500) ملیمتر، وفی هذه السنة (50) ملیمتر، وبالأمس اتصلوا بی من طهران تلفونیاً وقالوا لی: إننا نتّجه صوب فاجعة إنسانیة، فلماذا لا یتدارک العلماء ومراجع الدین هذا الأمر بإقامة صلاة الاستسقاء؟

عندما تشرفنا فی النصف من شعبان (عام 1417 هـ.ق) إلى مکّة المکرمة کان الناس هناک یعیشون الجفاف أیضاً وقد أقاموا صلاة الاستسقاء فی بلادهم ونزل المطر فعلاً، وفی السنة الماضیة قام المسیحیون بأداء مراسم دعاء المطر والله تعالى رحمهم أیضاً. فلماذا ترکنا هذه السنّة الدینیة فی مطاوی النسیان؟ أنا أعتقد أنّه لا بأس بأن نقوم بإحیاء هذه السنة مرّة اُخرى وان شاء الله نخرج إلى صلاة الاستسقاء معکم وکل من یصله الخبر.

والآن ارید أن أتحدث ببعض الاُمور التی تتعلق بهذه المسألة:

أولاً: إنّ استحباب صلاة الاستسقاء حکم إجماعی لدى الفقهاء(4)، لقد ذکر فی کتاب «جواهر الکلام» فی المجلد (12) بشکل مفصل عن هذا الموضوع، وقد ورد فی المجلد الخامس من «وسائل الشیعة» روایات متواترة أو قریبة من التواتر فی هذا المجال أیضاً، ویتفق علماء أهل السنة على هذه المسألة، باستثناء «أبی حنیفة» حیث خالف فی ذلک ولکنّه قال بالدعاء فقط لا الصلاة، وأمّا سائر أهل السنة فیعتقدون بهذه المسألة.

إنّ هذه السنّة الدینیة فی معرض النسیان، إنّ صلاة الاستسقاء مثل صلاة عید الفطر والأضحى، حیث یکبّر فیها المصلی خمس تکبیرات وأربع تکبیرات، وفی الواقع فانّ الرکعة الاُولى مع تکبیرة الاحرام وتکبیرة الرکوع تبلغ سبع تکبیرات فی الرکعة الثانیة «مع تکبیرة الرکوع» فیها خمس تکبیرات، ویتمّ فی قنوت الصلاة الدعاء لطلب نزول المطر.

وبعد الصلاة یقوم المصلی بالتکبیر والذکر الوارد فی هذا الشأن:

مائة تکبیرة مقابل القبلة، ومائة مرّة «سبحان الله» إلى جهة الیمین، ومائة مرّة «لا إله إلاّ الله» إلى جهة الشمال وبعد الانتهاء من التکبیر والذکر یقوم إمام الجماعة بالتوجه إلى المصلین ویقول مائة مرّة «الحمد الله» ثم یأتی بخطبة الصلاة ثم یتوبون إلى الله جمیعاً ویدعونه بتضرع.

هذه باختصار مراسیم صلاة الاستسقاء، وهی صلاة فی غایة الروحانیة والتأثیر.

وأحد شروط هذه الصلاة أن یصوم الناس ثلاثة أیّام، وطبعاً فانّ هذا الشرط لیس شرطاً فی صحة الصلاة، بمعنى أنّه یمکن الإتیان بهذه الصلاة بدون الصوم وتقع الصلاة صحیحة، فالصوم من شروط کمال هذه الصلاة وأنا بدوری أقترح علیکم أیّها الأعزاء أن تصوموا غداً وبعد غد ویوم الجمعة إذا أمکنکم ذلک، ولحسن الحظ أنّ أحد المستحبات أن یکون الیوم

الثالث للصوم هو یوم الجمعة.

وقد رأینا أنّ أفضل مکان لإقامة صلاة الاستسقاء هو المکان الذی یقع إلى جانب مسجد جمکران لأنّ هذه الصلاة یجب أن تقام فی فضاء فسیح تحت السماء، فهناک نصلی إلى جانب الإمام صاحب الزمان(علیه السلام)، فی یوم الجمعة الساعة التاسعة صباحاً حیث نجتمع هناک ومعنا کل من وصله هذا الخبر ورغب فی الحضور والصلاة.

ویستحب فی هذه الصلاة أن یأتی إلیها الناس حفاة، وعلى الأقل أن یقوم المشترکون فی هذه الصلاة عند نزولهم من السیارات بالمشی حفاة.

والمستحب أیضاً أن یأتی الاخوة ببعض أطفالهم الصغار، فانّ الله تعالى إذا لم یرحم الکبار لذنوبهم فإنّه ینزل رحمته على الصغار وتعمّ رحمته بسبب الکبار أیضاً.

ولعل بعض الاخوة یقول: «إذا صلینا ولم ینزل المطر فماذا نصنع؟.

نقول فی مقام الجواب: «نحن نتحرک من موقع أداء تکلیفنا والله تعالى هو الذی یُدبّر الاُمور بکرمه، فقد أوصانا بأنّ نصلی له فی مثل هذه الحالات ونحن نقوم بوظیفتنا.

وعلى هذا الأساس فانی اُوصی السادة الحضور بالصوم فی هذه الأیّام الثلاثة، وأمّا من لم یحالفه الصوم فلیخبر الآخرین ویشترکوا جمیعاً فی هذه الصلاة، وأنا لا اُرید إصدار اعلان عام بهذه المناسبة فیتحول هذا العمل المعنوی والروحانی ویتخذ شکل تظاهرة، فقلت فی نفسی: لعل تأثیرها سیکون أقل، ولکن مجرّد اشتراککم فی هذه الصلاة وإخبارکم الآخرین یکفی، إذن فوقت إقامة صلاة الاستسقاء هو یوم الجمعة الساعة التاسعة صباحاً لیمکنکم أیضاً المشارکة فی صلاة الجمعة ولا تواجهون مشکلة فی ذلک، ولا بأس أن یقوم البعض باخبار شرکة الباصات لایصال الاخوة إلى هناک، وکلما کان عدد المشارکین أکثر کان أفضل. المهم روح الصفاء والخلوص فی قلوب المصلین، وأهم من ذلک احیاء هذه السنّة المتروکة، فلا ینبغی نسیان هذه السنّة، وقد أقام الناس فی العربیة السعودیة صلاة الاستسقاء فی جمیع أرجاء تلک المملکة فلا ینبغی بدورنا أن ننسى هذه السنة الدینیة، فعلیکم أن تسعوا للمشارکة فی هذه الصلاة إن شاء الله، وإن شاء الله تکون قلوب المشارکین مستعدة لإقامة هذه الصلاة والدعاء.

إنّی اُوصی أن تقوموا فی هذه الأیّام الثلاثة بالاستغفار کثیراً والتوبة إلى الله وضبط ألسنتکم وأعمالکم وسلوکیاتکم، وعلیکم السعی لأن تخلقوا تحوّلاً فی نفوسکم فی هذه الأیّام الثلاثة، لعل الله یرحمنا وینزل علینا من برکاته السماویة والاّ فنحن نعیش حالة الحصار الاقتصادی وربّما تتفاقم المشکلات الاجتماعیة والاقتصادیة أکثر، ومن المعلوم أنّ الجفاف إذا استمر أکثر من هذا فإننا سنواجه أزمة کبیرة وبلاءاً مبرماً، ونستلهم فی هذه الفرصة من قوله تعالى:

(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً).

بهذه المناسبة نطلب من الله تعالى ونسأله أن: «ارسل السماء علینا مدراراً» وذلک بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى ولا سیّما إلى جانب مسجد جمکران بیت الإمام صاحب الزمان «عجل الله تعالى فرجه الشریف» لنحضى ببرکات وجوده أکثر.

وبالنسبة إلى المسائل المتعلقة بصلاة الاستسقاء فهنا نرى من الضروری بحث أدلة هذه المسألة بحثاً اجتهادیاً والرجوع إلى المنابع الشرعیة فیجب على الفقیه أن یحیط بجمیع هذه المسائل، والآن نرى الفرصة مناسبة لبحث هذا الموضوع، فعلیکم أیّها الاخوة أن تضعوا هذه المسألة فی برنامجکم الدراسی لکی یمکننا إن شاء الله التعرف على هذه السنّة الحمیدة والعمل على إحیائها.. والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

 


1. سورة نوح، الآیة 10.
2.سورة نوح، الآیة 10 إلى 14.
3. منهج الصّادقین، ج 10، ص 19 و 20.
4. بمعنى أنّ الفرق الإسلامیة جمیعاً اتفقوا على هذا الحکم وقبلوا به، وسیأتی شرح هذه المسألة بصورة مفصّلة فی البحوث المقبلة.
صلاة الاستسقاءشیوع الخبر بین الناس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma