19. سعة الصدر فی العمل الجماعی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
حفظ الغیب عن الآخرینالریاضة البدنیة والنشاط الجسمانی

إنّ کل عمل من أعمال الخیر وکل فعل مهم وأساسی یصدر من الإنسان، کما یثیر حالة التحسین والتمجید لدى البعض، فإنّه یثیر حالات سلبیة لدى البعض الآخر بدوافع مختلفة (سواءً کانت الدوافع ذوقیة أو نفسانیة أو من باب الحسد أو الانتماء إلى بعض التیارات السیاسیة) فتدفع الشخص إلى ابداء المخالفة والاعتراض، ولکن نظراً لعامل الزمان وثبات الحق والعمل الصالح وبالتالی زهوق الباطل وسقوطه فانّ هذه الفئة من الناس تستیقظ من غفلتها تدریجیاً وتنتبه إلى خطئها فتعود إلى خط الحق، وبدیهی أنّ تحمّل مخالفاتهم فی ذلک الزمان وقبولهم وعدم الانتقام منهم فی الزمان اللاحق وبعد عودتهم إلى الحق، یحتاج إلى موهبة شرح الصدر الإلهیّة حیث نجد هذه الموهبة متجلّیة بحمد الله فی استاذنا المعظم.

إنّ المورد المذکور أعلاه یمثل مورداً من میادین ظهور وبروز ملکة شرح الصدر لسماحته، لأنّ هذه الخصوصیة تتجلى فی میادین مختلفة اُخرى، ومن جملتها تحمل العمل الجماعی.

توضیح ذلک، أنّ المجموعة هی «الوجود السیّال للفرد»، ولا یتکامل الأفراد إلاّ من خلال الانخراط والانضمام فی الجمع، ومن جهة اُخرى فانّ العمل الجماعی وتطوره أکثر وأفضل بکثیر من الأعمال الفردیة، ولکن بما أنّ الإنسان معجب بأفکاره وآرائه واطروحاته الجدیدة فانّ ذلک یورثه غالباً ضیق الصدر وعدم تحمل الأفکار والسلائق الاُخرى وبالتالی لا یجد فی نفسه رغبة للعمل الجماعی، ولکن الاستاذ یعدّ من رواد العمل

الجماعی ومن رموز هذه الحالة من عملیة الابداع الفکری، فعندما یتحدّث لنا سماحته عن تجربته فی عالم التألیف والکتابة یقول:

«إنّ أول تجربة لی أثبتت بشکل قاطع أنّ العمل الجماعی فی جمیع الموارد ولا سیّما فی النشاطات العلمیة وخاصة فی کتابة الکتب أفضل من العمل الفردی کثیراً، فالکتب التی کتبناها بصورة جماعیة أی بالتشاور مع الآخرین کانت أسرع وأعمق وأکثر غزارة من جهة، ومن جهة اُخرى کانت مورد استقبال الناس أکثر حتى لو کان الطرف الآخر فی المشاورة والعمل الجماعی تلمیذاً للشخص.

إنّ الحرکة السریعة فی تألیف التفسیر الأمثل وتفسیر نفحات القرآن مع ما یتضمنان من مقبولیة ومطلوبیة لدى الناس هی ثمرة العمل الجماعی، والکتب التی قمت بتألیفها فی مجال العقائد وکنت قد سبق وأن درستها، ولذلک فهی أیضاً ولیدة العمل الجماعی، وکذلک کتاب «أشباه الفلاسفة» بدوره اشترک فیه جمع من الفضلاء والعلماء، إذن فهو حصیلة العمل الجماعی، وعلى أیّة حال فانا اُوصی جمیع الاخوة من الکتّاب الأعزاء أن یتحرکوا فی عالم التألیف على مستوى ترجیح العمل الجمعی على الفردی لاسیّما فی تصنیف وتألیف الکتب المهمّة».

وکذلک فانّ ملکة شرح الصدر تعنی تحمّل نظرات المخالف وتجنب الاطلاق والجزمیة والتمتع بخصلة الاغماض والصفح، لنستمع إلى الاستاذ یقول:

«کما أشرت آنفاً إلى أننی استنتجت من خلال تجربتی فی الحیاة أنّ بعض الاُمور یجب فیها ترجیح العمل الجماعی وقد أثمر هذا العمل فی تطویر الحرکة الفکریة والعلمیة والتقلیل من الخطأ والاشتباه، غایة الأمر أنّ العمل الجماعی له شروط حیث سعیت بالاستمداد من لطف الله وکرمه

بالعمل وفقها ما أمکننی ذلک، واُوصی الآخرین باحترام نظرات الغیر فی هذه الموارد وتحمل عقائد المخالفین وأن یعیش الشخص حالة سعة الصدر والاغماض، فلو تلاقحت هذه الاُمور واقترنت مع بعضها فانّ ذلک یعنی نجاح العمل الجماعی، ولکن إذا کنت اُفکر من موقع الجزمیة والاطلاق فی صحة أفکاری فقط وبطلان الرأی المخالف ولم أحترم آراء الآخرین وأفکارهم ولم أتحمل عقیدة المخالف ولم أملک حالة الاغماض فانّ هذا من شأنه عرقلة المسیرة قطعاً، واُضیف هنا هذه الحقیقة، وهی أنّ للآخرین نقاطاً إیجابیة ونقاطاً سلبیة دائماً، ولا یوجد شخص یعیش النقاء من أی نقطة سلبیة سوى المعصومین(علیهم السلام)، فکل إنسان لدیه نقطة أو نقاط قوة، ویجب علینا دائماً التعامل مع الآخرین من موقع حصیلة النقاط وجمع المعدل لمعرفة حساب صفات الأشخاص، ولو کان المعدل جیداً لزم علینا تحمل الجهات السلبیة ونقاط الضعف من ذلک الشخص!».

وعلى أیّة حال فانّ سعة الصدر وروحیة العمل الجماعی لسماحة الاستاذ ترتبت علیها ثمرات وبرکات کثیرة، وقد تقدم تفصیل الکلام عن کثیر منها فی فصل «حراسة المذهب».

حفظ الغیب عن الآخرینالریاضة البدنیة والنشاط الجسمانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma