ومن المعالم الاُخرى لجامعیة الاستاذ وشمولیته العلمیة، جمعه بین الاُصول والفروع «الاصول الاعتقادیة والفروع الفقهیة»، فالاستاذ فی الوقت الذی یعتبر فقهیاً جامعاً ومجتهداً متمرساً، بالمعنى المصطلح فی الحوزة العلمیة، ونعلم أنّ البحوث الفقهیة فی الحوزة ومنهج الدروس الاُصولیة والاجتهاد فی الحوزة إلى درجة من التعقید بحیث إنّ الکثیر من الفقهاء ینصرفون عن البحث فی المسائل العقائدیة والأخلاقیة والتفسیریة «وهی فی الحقیقة أعلى مراتب الفقه» وعملاً یجدون صعوبة بالغة فی الدخول فی هذا المیدان والتعرض إلى هذه المساحات العملیة ولکننا نجد أنّ الاستاذ له اهتمامات کبیرة فی هذه البحوث الأساسیة الأصیلة ویؤکد دائماً على أهمیّة اُصول الدین فی مقابل فروع الدین ویقول:
«العجیب أننا فی الوقت الذی نسمی هذه البحوث الاعتقادیة «اصول الدین» ونسمی البحوث الفقهیة «فروع الدین» نرى البعض یتمسک بالفروع فی دراستهم الحوزویة ولا نجد أثراً للدرس والبحث فی «الاصول»!! فصحیح أنّ المسائل الفرعیة لابدّ من بحثها والتحقیق فیها فی الحوزات العلمیة، ولکنّ هذا لا یعنی الغفلة عن اصول العقائد التی تمثل البنى التحتیة للدین...».
وکذلک یقول:
«ما أحسن تشبیه الدین بالشجرة المثمرة التی تمثل «العقائد» جذورها، والفروع أغصانها وهی «البرامج والتعالیم والأحکام الفقهیة»، وأمّا ثمرتها فهی «تربیة الإنسان الکامل»، وهذا المعنى یثیر فی أذهاننا ما یطلق على هذه العلوم بأصول الدین وفروعه»(1).