وفی مقام الجواب عن السؤال الثانی یمکن القول إنّ أحد أسباب نمو وتفتح الابداع والابتکار فی الإنسان یکمن فی حصول الشک بل الوسواس فی کل مسألة من المسائل التی ترد على ذهن الإنسان.
فإذا کانت المسألة المطروحة على ذهن الطالب تمثّل عقدة مستعصیة عن الحلّ ویفضی ذلک إلى أن یعیش هذا الشخص الشک فی نظرات وأفکار الآخرین بل فی کل فکرة ورأی فانّ مثل هذا الشخص لا یذوق طعم الراحة قطعاً بل یتحرک بجدیة وبسعی کبیر فی دائرة الابداع والابتکار.
والشاهد على ذلک ما ذکره سماحة الاستاذ من حکایة فی مرحلة شبابه قال:
«لقد واجهت فی بدایة دخولی إلى الحوزة وسواساً عجیباً فی جمیع الأبواب وبدأ ذلک من مسائل الطهارة والنجاسة ثم اتسعت دائرة هذا الوسواس تدریجیاً وشملت جمیع الأبواب الفقهیة وحتى العقائدیة أیضاً ابتلیت بالوسواس فی جمیع الاُمور وأحیاناً بلغ إلى درجة أننی کنت أشک فی وجودی أیضاً، أو أننی کنت فی حالات الیقظة أشک هل أنّنی الآن فی حالة النوم أو الیقظة؟
وامتدت ظاهرة الوسواس حتّى أننی عندما أتذکرها الآن فانّها تثیر الضحک، مثلاً کنت فی صباح شهر رمضان عندما أتیقن من طلوع الفجر کنت أشک هل طلعت الشمس أم لا؟!».