التعرّف أکثر على شخصیة معروفة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)

الحمد لله الذی فتح أبواب العلم والمعرفة على الإنسان وجعله فی أسمى مراتب الخلقة بأدوات العلم بالأسماء: (عَلَّمَ آدَمَ الاَْسْمَاءَ)(1)، وجعل فی فطرته وهویته القابلیة والاستعداد لتقبل مقام الخلافة الإلهیّة ولیکون فی مرتبة أسمى من الملائکة بحیث حظی بسجود الملائکة، وخلق فیه القدرة على استخدام القلم: (الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ)(2)و(عَلَّمَهُ الْبَیَانَ)(3) ومهّد له الطریق للسیر فی خط التکامل المعنوی والانفتاح على الله تعالى.

والصلاة والسلام على أنبیاء الله ورسله إلى عباده والهداة إلى طریقه لا من خلال فرض الهدایة الإلهیّة على الإنسان بل لیثیروا فیهم دوافع الخیر ویحرکوا فیهم عناصر الصلاح «ویثیروا لهم دفائن العقول»(4)، وخاصة على الصادر الأول والتجلی الأکمل وغایة الإنسان الکامل الذی یمثل الشاهد على جمیع الأنبیاء والاُمم: (فَکَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِن کُلِّ أُمَّةِ بِشَهِید وَجِئْنَا بِکَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِیداً)(5)، (آدم ومن دونه تحت لوائى یوم القیامة)(6)، وعلى أهل بیته الطیبین الطاهرین الذین یمثلون مظهر جمیع الأسماء الحسنى التی ظهرت من مخزن الغیب المطلق إلى منصة الظهور والشهود (نحن واللّه الأسماء الحسنى)(7)، فکانوا مصدر ومهبط الإرادة الإلهیّة فی جمیع الاُمور ومقدّرات: «إرادَةُ الرَّبِّ فى مَقادیرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَیْکُمْ وَتَخْرُجُ مِنْ بُیُوتِکُمْ(8) - قُلُوبُنا أوْعِیَةٌ لِمَشِیَّةِ اللّهِ»(9).

وسلام الله ورحمته ومغفرته وصلوات النبی والملائکة واستغفارهم على أتباع مدرسة أهل البیت(علیهم السلام) وطلاب علومهم الذین تربوا فی مدرسة أهل البیت(علیهم السلام) والذین حملوا مشعل الهدایة طیلة تاریخ التشیع الدامی ورفعوا لواء الحق عالیاً مع شدّة الضغوط والتحدیات الصعبة.

هؤلاء الأشخاص هم الذین نالوا وسام الفخر بأنّ «مدادهم الهادی» إلى سواء السبیل أفضل من تاج کرامة الشهادة «أفضل من دماء الشّهداء»(10)، حیث حفظوا ببیانهم وأقلامهم متراس الدین وحرسوا موقع الاجتهاد والتفقّه فی مقابل هجمات التیارات الفکریة المعادیة.

ونشکر الله تعالى أن یوفقنا للتناول من مائدة کرمه وفضله ویرزقنا من علوم هذه الشخصیات الکبیرة التی تتسم فی نظرة کلیة بأنّها:

1 ـ شخصیات کبیرة نهلت من الشجرة الطیبة لحوزات العلوم الإسلامیة والمدرسة الجعفریة التی (أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَآءِ * تُؤْتِى أُکُلَهَا کُلَّ حِین بِإِذْنِ رَبِّهَا)(11).

2 ـ أنّ هؤلاء قد تمحضوا فی الإیمان والتحرک فی خط المسؤولیة ومن أجل اعلاء کلمة الحق طیلة تاریخ التشیع، ولم یبالوا بتحدیات وهجمات أهل الدنیا وضغوط الطواغیت وتکفیر المتحجرین، بل تحرکوا بصورة جدیّة فی خط تبلیغ حقائق الدین ونشر معارف أهل البیت(علیهم السلام)، وعملوا على حفظ وحراسة القیم الدینیة والدفاع عن نوامیس التشیع

وموازین الشریعة المحمدیة بألسنتهم وأقلامهم(12).

3 ـ هؤلاء الفقهاء والعلماء الذین اهتموا بالدفاع عن حدود العقیدة من موقع الدلیل والعقل وجاهدوا قوى الانحراف بأداة البرهان والقرآن(13).

4 ـ هؤلاء المفکّرون الذین لم یکتفوا بکسب العلوم والمعارف المتداولة فی الحوزات العلمیة فحسب، بل تحرکوا على مستوى اکتشاف أبعاد جدیدة بأداة الاجتهاد المتحرک واستفادوا من العلوم الجدیدة أیضاً ولم یجمدوا حرکتهم فی بُعد واحد من أبعاد الدین ویغفلوا عن سائر الابعاد الاُخرى(14).

5 ـ المحققون الذین لم یحترقوا فی تنور ضعف الهِمّة ولم یدفنوا أنفسهم تحت غبار التساهل والاهمال فی أمر الدین وطلب العلم.

6 ـ المصلحون الذین عاشوا یقظة القلب فی صحراء الکسل وعصر الظلم واستیلاء الطاغوت، وعملوا على ایقاظ النائمین فی لیالی الدیجور الغارقة فی ظلمات الجهل والعصبیة ونفخوا فی مجتمعاتهم نسیم الأمل والثبات والاطمئنان.

7 ـ المصلحون الذین علموا بأنّ ایجاد المجتمع الدینی وتشکل الحکومة الإلهیّة یعتبران من أوائل تکالیف العلماء، وهدفهم تجسید الأحکام والمعارف الإسلامیة فی مفاصل المجتمع البشری، وهکذا عاشوا نور الأمل بمستقبل زاهر للمسلمین والاُمة الإسلامیة(15).

8 ـ السالکون فی خط العلم والمتبحرون فی میدان الفکر الذین فی عین اشتغالهم بطلب الاسرار الإلهیّة وانتشال الرموز الفرقانیة فإنّهم یتصدرون مجالس الإجابة عن أسئلة الناس ورفع حاجات المجتمع الإسلامی المعنویة، الذین حملوا رسالة استنباط الأحکام الدینیة وتبیین الثقافة الدینیة العامة بحضورهم المتواصل فی المجامع العلمیة والحوزویة على أساس من التشکیلة المنسجمة والهادفة، وأعلنوا استعدادهم للإجابة عن الشبهات وعلامات الاستفهام لأفراد المجتمع بحیث جعلت منهم هذه الخصوصیة علماء من الطراز الأول.

 

9 ـ الصالحون الذین نالوا مقامات سامیة فی دائرة العلوم الدینیة والمراتب الدراسیة فی الحوزة العلمیة ولکنّهم مع ذلک لم یروا فی هذه المقامات والمناصب سوى أداة ووسیلة لخدمة الدین والمذهب ولم یبیعوا الدرجات المعنویة والمثوبات الاُخرویة التی وعدوا بها فی قبال خدماتهم العلمیة فی دائرة القلم والبیان بحطام الدنیا ومتاعها القلیل وعناوینها الزائفة.

10 ـ وأخیراً فهؤلاء الاساطین فی علم الفقه الذین رفضوا حالة الجمود والکسل فی حیاتهم ومعیشتهم وتحرکوا بجدّ واستمرار (حیث إنّهم بعد مضی ستین، سبعین سنة من عمرهم المبارک کانوا یتحرکون فی طلب العلم والتعلیم بمقدار مضاعف) معرفتهم بمقتضیات الزمان ومتطلبات العصر ومع اتصافهم بحسن الذوق وعلو الهمة وسعة الافق الذهنی وعدم الاعوجاج فی الخط الفکری المزاجی ودقّة النظم فی حیاتهم وثورة الإیمان فی قلوبهم مع اعتمادهم على الشعور العقلانی فی البیان والقول، والعزم الراسخ والروح القویة، حیث نسجوا شخصیاتهم الفذة بهذه السمات والابعاد الإنسانیة.

ربّنا، نسألک وأنت مبدأ الکمالات فی عالم الوجود أن تمنحنا الیقظة وشرح الصدر وتزیل عنّا حجب الغفلة لکی لا تحجبنا عثراتهم عن رؤیة سیمائهم النیّرة ولا تبعدنا أخطاؤهم عن الاستمداد من کوکب حکمتهم «فإنّه لا حکیم إلاّ ذو عثرة»(16).

نسألک اللّهم أن تمنحنا الوفاء والأدب لکی لا نستخدم أقلامنا وبیاننا ضد من علّمونا الحکمة والکلام، ولکی لا نصرف همّنا فی اجهاض حرکتهم البنّاءة فی سبیل خدمة الدین

وتقویة أرکان المذهب کما یقول أمیر البیان (صوات الله علیه): «لا تجعلنّ ذرب لسانک على من أنطقک وبلاغة قولک على من سدّدک»(17).

ونأمل أن لا یمنعنا حجاب المعاصرة الجاهلی من معرفة هذه الشخصیات المرموقة التی تفتخر بها مدرسة أهل البیت(علیهم السلام) وأن لا نکون من الذین لا یکتبون عن هذه النجوم الزاهرة فی سماء المعرفة ولا یشرحون سیرتهم للناس إلاّ بعد اُفولهم وتوسدهم الثرى.

وکذلک نأمل ونسأل الله تعالى أن یرزقنا طول العمر لکسب العبرة والاعتبار فی مشاهدة عاقبة الأشخاص الذین تحرکوا فی مقابل هذه الشخصیات الکبیرة من موقع الخصومة والعناد وسخّروا أقلامهم ضد من وضع حیاته على طبق الاخلاص فی خدمة الدین والدفاع عن التشیع حتى أنّه لقّب (بشیخ المؤلفین) أو (شیخ القلم) فی العصر الحاضر(18).

نعم، فإنّ الاستاذ الکبیر الذی سنتعرف علیه فی هذا الکتاب یعتبر حلقة من هذه السلسلة الطیبة وکوکباً من هذه المنظومة الزاهرة.

إنّ ما یمیز هذه الشخصیة وبقیة السلف عن سائر الشخصیات الدینیة المرموقة أنّه یعدّ عالماً جامعاً لجمیع المکارم والخصال الحمیدة التی تجذب الناظر إلیها کما سنشیر إلى ذلک فی الفصول اللاحقة.

وفی الختام نود أن نتقدم بجزیل الشکر إلى العالم والمحقق والأخ العزیر حجة الإسلام والمسلمین سعید الداودی (دام عزّه) حیث إنّه رفدنا بالکثیر من الهوامش النافعة فی هذا الکتاب ونرجو أن یتقبل الله تعالى منه هذا العمل ویجعل ما نبذله من جهد بعنوان (حق الأُستاذیة)،...

 

 

وفّقنا اللّه لصالح ما یرضاه

الحوزة العلمیّة قم المقدّسة ـ ربیع 1422 هـ ق

أحمد القدسی.

 


1. سورة البقرة، الآیة 31.
2. سورة العلق، الآیة 4 - 5.
3. سورة الرحمن، الآیة 4.
4. نهج البلاغة، الخطبة 1.
5. سورة النساء، الآیة 41.
6. بحار الأنوار، ج 16، ص 402، ح 1.
7. تفسیر نور الثقلین، ج 2، ص 103.
8. مفاتیح الجنان، الزیارة الاُولى من الزیارات السبعة المطلقة للإمام الحسین(علیه السلام).
9. تفسیر نورالثقلین، جلد 5، صفحه 486.
10. والجدیر بالذکر أن ما ورد فی روایات أهل ا لبیت(علیهم السلام) مضامین اُخرى یستفاد منها هذا المفهوم بصورة جیدة، نظیر ما ورد عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «اذا کان یوم القیامة جمع اللّه عزّوجلّ النّاس فی صعید واحد ووضعت الموازین فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فیرجّح مداد العلماء على دماء الشهداء» (بحارالانوار، ج 4، ص 14). وهناک عبارة اُخرى وردت عن طریق أهل السنّة. والراغبین یمکنهم الرجوع إلى (موسوعة الحدیث النبوی، ج 9، ص 382).
11. سورة إبراهیم، الآیة 24 ـ 25.
12. إنّ الصدّیقة الکبرى فاطمة الزهراء(علیها السلام) نقلت هذا الحدیث عن أبیها رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی فضل علماء الدین وسعیهم الجاد لهدایة الناس حیث قال: «إنّ علماء شیعتنا یحشرون فیخلع علیهم من خلع الکرامات على قدر کثرة علومهم وجدّهم فی إرشاد عباد الله حتّى یخلع على الواحد منهم الف الف حلّة من نور ثم ینادى منادى ربّنا عزّوجل: «أیّها الکافلون لأیتام آل محمد(صلى الله علیه وآله) الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الّذین هم أئمّتهم، هؤلاء تلامذتکم والأیتام الّذین کفلتموهم ونعشتموهم، فاخلعوا علیهم خلع العلوم فی الدنیا فیخلعون على کل واحد من أولئک الأیتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم، حتّى أنّ فیهم - یعنى فی الأیتام - لمن یخلع علیه مائة الف خلعة وکذلک یخلع هؤلاء الأیتام على من تعلّم منهم، ثمّ إنّ اللّه تعالى یقول: «أعیدوا على هؤلاء العلماء الکافلین للأیتام حتّى تتمّوا وتضعّفوها لهم...» (بحار الأنوار، ج 2، ص 3، ح 3).
13. یقول الإمام الهادی(علیه السلام): «لولا من یبقى بعد غیبة قائمنا(علیه السلام) من العلماء الدّاعین الیه، والدّالّین علیه والذّابین عن دینه بحجج الله والمنقذین لضعفاء عباد اللّه من شباک إبلیس ومردته ومن فخاخ النواصب، لما بقى أحد إلاّ ارتدّ عن دین الله ولکنّهم الّذین یمسکون أزمّة قلوب ضعفاء الشیعة، کما یمسک صاحب السفینة سکّانها، أولئک هم الأفضلون عند الله عزّوجلّ» (بحار الأنوار، ج 2، ص 6، ح 12). 14. لقد کان السیّد جمال الدّین اسدآبادی «الافغانی» من جملة علماء الدین الکبار والذی کان عارفاً باُمور زمانه ومطّلعاً على علوم عصره حیث کان یجیب على المسائل المختلفة للناس والمجتمع الإسلامی فی ذلک الزمان، وذکروا: «أنّ السیّد جمال الدّین کان من عادته أن یبقى فی البیت طیلة النهار ولکن ما أن یحلّ اللیل حتى یخرج من البیت وبیده عصاه ویتّجه إلى المقهى الصغیر على مقرّبة من البیت «ازبکیة»، وهناک کان یجلس فی صدر المجلس ویجتمع حوله جماعة على شکل نصف دائرة وهم من الاُدباء والشعراء والفلاسفة والأطباء والمؤرخین والمهندسین وأصحاب العلوم الکیمیائیة والجغرافیة والطبیعیة ویسألونه أعقد الأسئلة ویطرحون علیه أصعب الإشکالات والسید یجیبهم عن کل تلک الأسئلة ویفتح لهم أبواب الحل لهذه المشکلات بلسان عربی فصیح وبدون لَکْنَة أو تریث وبذلک کان مثاراً لدهشة المستمعین واقتناع السائلین بتلک الأجوبة» (بیدارگران تعالیم قبله، ص 43).
15. بعض الأشخاص یرون أنّ تدخل رجال الدین فی المجالات السیاسیة وسعیهم لتشکیل الحکومة الإسلامیة مخالف لأهداف الرسالة السماویة ومسؤولیة علماء الدین، وقد کان الإمام الخمینی(قدس سره) یشیر إلى هذا المنط من الفهم والتفکیر الدینی فی کلماته ورسائله أحیاناً ویحذر الجمیع من هذا النوع من التفکیر، ومن ذلک أنّه کتب فی وصیّته الإلهیّة السیاسیة: «إنّ الإعلام الأحمق والمسیء أحیاناً یُثیر بشکل شیطانی أنّ الإسلام والأدیان الإلهیّة الاُخرى اهتمت بالاُمور المعنویة وتهذیب النفوس والتحذیر من النوازع الدنیویة ودعت الناس إلى ترک الدنیا والاشتغال بالعبادة والأذکار والدعاء التی تقرّب الإنسان من الله تعالى وتحرکه بعیداً عن الدنیا والحکومة والسیاسة وأنّ هذه الاُمور تتقاطع مع الهدف السماوی والمعنوی الکبیر للأدیان الإلهیة لأنّ الدخول فی الحکومة والسیاسة یقصد منه تعمیر عمارة الدنیا، وهذا المسلک مخالف لمسلک الأنبیاء العظام، ومع الأسف فانّ الإعلام المضاد للتفکیر الصحیح قد امتد إلى صفوف بعض الروحانیین والمتدینین الجاهلین بحقیقة الإسلام حیث تصوروا أنّ التدخل فی الحکومة والسیاسة یمثل ذنباً وفسقاً بالنسبة إلى المتدین».
16. عن الرضا(علیه السلام) عن آبائه(علیهم السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله علیه وآله): «غریبان: کلمة حکمة من سفیه فاقبلوها، وکلمة سفه من حکیم فاغفروها فإنّه لاحکیم الاّ ذو عثرة ولاسفیه إلاّ ذوتجربة» (بحار الأنوار، ج 2، ص 44).
ومع الأسف فانّ بعض المتصیدین بالماء العکر عندما یواجهون بعض الشخصیات الکبیرة والمحترمة والمقبولة لدى الناس یسعون إلى إیجاد الاشتباهات والأخطاء لدى هذه الشخصیات الکبیرة ویتحرکون على مستوى تضخیم هذه الأخطاء والتقلیل من فضائل وکمالات هؤلاء العلماء الفضلاء لغرض إیجاد موقع لهم بین الناس، وأحیاناً ینظرون إلى الشخصیات الکبیرة بمنظار سوء الظن إلى درجة أنّهم یعجزون عن فهم ودرک أوضح الواضحات فی إطار التقییم العلمی والعملی.
17. نهج البلاغة; الکلمات القصار، الکلمة 411.
18. إنّ احترام الاستاذ وتکریمه وقع فی الثقافة الإسلامیة وروایات المعصومین(علیهم السلام) مورد التأکید الکبیر بل إنّ السیرة العملیة للعظماء کانت على هذا المنوال.
یقول الإمام السجّاد(علیه السلام) فی رسالة الحقوق فی حق الاستاذوالمعلم: «وأمّا حقّ سائسک بالعلم فالتعظیم له والتوقیر لمجلسه وحسن الإستماع إلیه والإقبال علیه والمعونة له على نفسک فیما لا غنى بک عنه من العلم بأن تفرّغ له عقلک وتحضره فهمک وتذکّی له قلبک...». (تحف العقول، ص 296).
وینقل ابن سماحة آیة لله العظمى الحائری(رحمه الله) مؤسس الحوزة العملیة فی قم المقدّسة عن والده أنّه قال: «إن التوفیق الذی عشته فی حیاتی واستطعت من خلاله تشکیل الحوزة العلمیة کان بأجمعه رهین الخدمة التی کنت أبذلها لاستاذی المرحوم السید محمد فشارکی(رحمه الله)، فعندما کان طریح الفراش للمرض الشدید الذی أصابه بقیت معه مدّة ستة أشهر أتولى جمیع اُموره من القیام بتطهیره وتنظیفه إلى المسائل الاُخرى» (سیماى فرزانگان، ص 268).
ومن جهة اُخرى نقرأ عن المحدّث الکبیر السید نعمت الله الجزائری(رحمه الله) فی عقوبة الاستهانة بحرمة الاستاذ أنّه قال: «کنت أدرس عند أحد المجتهدین فی إصفهان والذی کان یدرس بدوره فی البدایة عند مجتهد آخر، وعندما استفاد منه العلم وأصبح عالماً أنکر أن یکون قد درس وتتلمذ عند ذلک الاستاذ وأنکر أن یکون استاذه رجلاً فاضلاً وعالماً، وقد اطّلع استاذه على مقولته هذه ولعنه ودعا علیه وقال: اللّهم اسلبه کلّما تعلّم منّی وابتله بمرض النسیان، ومن الصدفة أنّ هذا الرجل کان معروفاً بقوّة الحافظة إلاّ أنّه حرم فیما بعد من هذه النعمة ولم یستطع بعد ذلک أن یحفظ أیّة مسألة من المسائل العلمیة.
ویقول المرحوم الجزائری: إنّ هذا الشخص موجود الآن فی إصفهان وأشکر الله تعالى أن وفقنی إلى خدمة اساتذتی والاستغفار لهم ورضاهم عنی». (المصدر السابق; ص 269).

 

12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma