کیف یکون ذِکر الله؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
تفسیر و إستنتاجالنّتیجة

فسّرت الکثیر من الرّوایات الإسلامیّة، ذِکر الباری تعالى: «بالحج»، وَ وَرد فی البعض الآخر، أنّ الذّکر هنا: بمعنى الولایة لأمیر المؤمنین(علیه السلام).

و الحق أنّ الإثنین هما مِصداقان من مَصادیق ذکر الله تعالى، فالحجّ هو مجموعةٌ من الأعمال و السّلوکیات، تذکّر بالله تعالى، و کذلک علی(علیه السلام)، فذِکره و النّظر إلیه عبادةٌ، تُعمّق فی الإنسان روح الإیمان، و تُذکّره بالله تعالى.

—–

«الآیة السّادسة»: خاطبت الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، من موقع النّهی عن طاعة الأشخاص الذین یعیشون فی غفلة، وحثّته على معاشرة الّذین یذکرون ربّهم، صباحاً و بِالغَداة و العَشِی، ولا یریدون إلاّ الله تعالى، فقال تعالى:

(وَاصْبِرْ نَفْسَکَ مَعَ الَّذِینَ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ یُرِیدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَیْنَاکَ عَنْهُمْ تُرِیدُ زِینَةَ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِکْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَکَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ).

و من المعلوم أنّ الله سبحانه و تعالى، ما کان لیعذّب أحداً بالغفلة عن ذکره، بل لأنّ مثل هؤلاء الأشخاص، ینطلقون فی تعاملهم مع الحقّ، من موقع العناد و الّتمرد و التّکَبّر و التعصّب لِلباطل.

و بناءاً علیه، فإنّ القصد من الإغفال هو سلب نعمة الذّکر منه، لِیلاقی جزاءه فی الدّنیا قبل الآخرة، و لهذا، فإنّ ذلک لا یستلزم الجَبر.

و لا نرى أحداً من هذه الجماعة، إلاّ مُتّبعاً لِهواه، مُتّخذاً سبیل الإفراط و التَّفریط فی کلّ فعاله، لذلک تعقّب الآیة قائلةً: (وَآتَّبَعَ هَوَاهُ وَکَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ).

و یُستفاد من هذه الآیة، أنّ الغفلة عن ذِکر الله تعالى، تؤثّر سلباً فی أخلاق وروح الإنسان، و تُؤدّی به إلى وادی الأهواء، و تجرّه إلى منحدرِ الأنانیة.

نعم، فإنّ روح و قلبَ الإنسان، لا یسع إثنان، فإمّا «الله تعالى»، و إمّا «هوى النّفس»، و لا یمکن الجمع بینهما.

فالهَوى هو مصدر الغَفلة عن الله تعالى، و خلقه، و سَحق جمیع القِیم و الاُصول الأخلاقیة، و بالتّالی فإنّ هَوى النّفس، یغرق الإنسان فی عُتمة ذاته الضّیقة، و یُعمی بصره عن کلِّ شیء یدور حوله فی واقع الحیاة، والإنسان الذی یتحرّک من موقع الهَوى، لا یرى إلاّ إشباع شَهواته، ولا مفهوم عنده لمفاهیم أخلاقیّة، مِثلَ: صلة الرحم وَ المُروّة والإیثار.

—–

«الآیة السابعة»: خاطبت الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) أیضاً، من موقع التّحذیر، عن مُخالطة المُعْرِض عن ذِکر الله تعالى، فقالت: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِکْرِنَا وَلَمْ یُرِدْ إِلاَّ الْحَیَاةَ الدُّنْیَا ).

فی تفسیر «ذِکر الله»، قال البعض: أنّ المراد منها فی هذه الآیة، هو القرآن الکریم، و إعتبرها البعض الآخر، إشارةً لِلأدلّة العقلیّة و المنطقیّة، و قال آخرون، أنّها الإیمان، و الظّاهر أنّ ذکر الله تعالى، له مفهومٌ واسعٌ یشمل کلّ ما ذُکر آنفاً.

و ذَکر آخرون، أنّ هذه الآیة تدعو لترک جهاد هؤلاء، و لهذا السّبب، نُسخت بآیات الجهاد التی نزلت بعدها، و الحقّ أنّه لا نَسخ فی البَیّن، و کلّ ما فی الأمرِ، أنّها تمنع من مُجالسة الغافلین عن ذِکر الله تعالى، ولا مُنافاة بینها وبین مسألة الجهاد بشرائطها الخاصة.

و أخیراً تبیّن هذه الآیة، العلاقة و الرّابطة الوثیقة بین: «حبّ الدنیا» و«الغفلة عن ذِکر الله»، فکَما أنّ ذِکر الله تعالى له خصائصه، و معطیاته الإیجابیة على الإنسان، على مستوى تَقویة عناصر الفضیلة و ترشید القیم الأخلاقیّة، فکذلک الغفلة لها آثارها، و نتائجها السلبیّة على روح الإنسان، على مستوى تقویة عناصر الشّر و الرذیلة فیها.

«الآیة الثّامنة»: خاطبت جمیع المؤمنین، ودعتهم إلى ذِکر الله تعالى، و الخروج من دائرة الظّلمات إلى دائرة النّور، فتقول: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللهَ ذِکْراً کَثِیراً* وَ سَبِّحُوهُ بُکْرَةً وَأَصِیلا * هُوَ الَّذِی یُصَلّی عَلَیْکُمْ وَمَلاَئِکَتُهُ لِیُخْرِجَکُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَکَانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً ).

و الجدیر بالذّکر فی هذا الأمر، أنّ الآیة الکریمة، بعد الأمر بالذّکر الکثیر، و التّسبیح له بکرةً و أصیلاً، تخبرنا عن أنّ الله تعالى، سیصلّی هو و ملائکته علینا، و یخرجنا من الظّلمات إلى النّور، ألَیسَ ذلک هو هدفنا فی حرکة الحیاة، أَلَیس ذلک هو مُبتغانا من الإلتزام فی خطّ الرّسالة، و کلّ ما نریده هو، أنّ الذّکر و صلاة الربّ و الملائکة علینا، سیزرع فینا روح التّوفیق

لِلطاعة و السّیر فی طریق الخَیر، و یقلع من واقعنا بذور الشرّ، و جذور الفساد، ولتحل محلّها عناصر الفَضیلة و النّسک والأخلاق الحمیدة؟!.

و قد وَرد فی تفسیر المیزان، أنّ ذیل الآیة الکریمة، هو بِمنزلة التبیّن لعلّة الأمر، بـ: «الذّکر الکثیر»، و هو یؤیّد ما أشرنا إلیه آنفاً(1).

و قد وَردت تفاسیرٌ مختلفةٌ، و آراءٌ مُتغایرةٌ لعبارة: «الذّکر الکثیر»، فقال بعضهم، أن لا یُنسى الله تعالى فی کلّ وقت و مکان.

و قال بعضٌ آخرٌ أنّه الذّکر و التّسبیح، بأسماء وصفات الله الحُسنى.

و ذکرت روایات اُخرى، أن المقصود به، هو التّسبیحات الأربعة، أو تسبیح الزّهراء(علیها السلام).

و قال إبن عباس: کلّ أوامر الله تعالى تنتهی إلى غایة ما، إلاّ الذّکر فلا حدّ له أبداً، و لا عُذر لتارکه أبداً.

و على کلّ حال، فإنّ «الذّکر الکثیر»، له مفهومٌ واسعٌ، و یمکن أن یجمع بین طیّاته کلّ ما ذکر آنفاً.

أمّا ما ذکر من، «الظّلمات» و «النّور» فی هذه الآیة، فما المقصود منه؟.

إختلفوا فی تفسیرها أیضاً، فقال البعض أنّها الخُروج من ظلمات الکفر إلى الإیمان، و قال الآخرون، أنّها الخروج من ظلمات عالم المادة، إلى نور الأجواء المعنویّة و الرّوحانیة، وقال بعضٌ آخر، إنّها الخروج من ظلمات المعصیة إلى نور الطّاعة، و لا تَنافی فی البَین هنا.

إضافةً إلى أنّها، تشمل الخروج من ظلمات الرّذائل الأخلاقیّة إلى نور فضائلها، و هی أهمّ معطیات ذِکر الله جلّ شَأنه.

«الآیة التّاسعة»: حذّرت المؤمنین من نتائج مُعاقرة الخَمرة و القِمار، فقال تعالى: (إِنَّمَا یُرِیدُ الشَّیْطَانُ أَنْ یُوقِعَ بَیْنَکُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِی الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ وَیَصُدَّکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللهِ وَعَنْ الصَّلاَةِ ).

فذکرت هذه الآیة، ثلاثة مفاسد لِشرب الخمر والمقامرة:

إیقاع العداوة بین النّاس، و الردع و الصدّ عن ذکر الله، و عن الصّلاة، و یستفاد من ذلک أنّ ذکر الله، کالصّلاة و المحبّة بین النّاس، أمرٌ ضروری و حیاتی للإنسان فی واقعه النّفسی، و الحِرمان منه، یعتبر خَسارةً کُبرى لا تُعوّض.

بالإضافة إلى أنّه یستفاد من جوِّ الآیة، وجود علاقة بین: «الغفلة عن ذِکر الله، و الصّلاة»، و «ظهور العداوة و الشّحناء و المفاسد الأخلاقیّة الاُخرى»، و هذا هو بیت القصید، و ما نُرید التّوصل إلیه.

—–

و فی « الآیة العاشرة»: و الأخیرة، أشارةٌ إلى رجال، أحاطهم الله تعالى بأنوارِ قُدسه، فی بیوت لیس فیها إلاّ ذِکرُه و تَسبیحُه و التّقدیسُ له، و هی الآیة: (36 و 37) من سورة النّور، فقالت: (فِی بُیُوت أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَیُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیهَا بِالْغُدُوِّ وَالاْصَالِ، * رِجَالٌ لاَ تُلْهِیهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِیتَاءِ الزَّکَاةِ... ).

و بناءً علیه، فإنّ أوّل خُصوصیات الرّجال الإلهیین: هو المُداومة على ذِکر الله فی أی وقت و فی کلّ مکان، حیث لا تغرّهم الدّنیا، بغرورها و زخارفها و ملاهیها الجمیلة الخدّاعة، و هو أسمى إفتخار یعیشونه فی واقعهم.

ثم تذکر الآیة، خصوصیّات اُخرى، لهؤلاء المؤمنین فی دائرة السّلوک الدّینی، من قبیل إقامة الصّلاة و إیتاء الزّکاة.

 

—–


1. تفسیر المیزان، ج16، ص329، ذیل الآیة المبحوثة.

 

 

تفسیر و إستنتاجالنّتیجة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma