الجواب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
أدلّة مُؤیّدی نظریة ثبات الأخلاق، و عَدم تغیّرها6 ـ المَسار التّأریخی لِعلم الأخلاق

إنّ تفسیر مثل هذهِ الروایات، و بالنّظر للأدلة السّابقة، و الروایات التی تصرّح بإمکانیة تغیر الأخلاق، لیس بالأمر العسیر، لأنّ النّقطة المهمّة والمقبولة فی المسألة، أنّ نفوس الناس بالطبع متفاوتة، فبعضها من ذَهب و البعض الآخر من فضّة، ولکنّ هذا لا یدلّ على عدم إمکانیة تغییر هذه النفوس والطبائع.

وبعبارة اُخرى: إنّ مثل هذهِ الصّفات النّفسیة فی حدّ المقتضی: لیس علّةً تامّةً، ولذلک رأینا وبالتجربة أشخاصاً تغیّرت أخلاقهم بالکامل، ویعود الفضل فی ذلک للتربیة والتعلیم.

و علاوةً على ذلک، إنّنا إذا أردنا أن نعمّم الحکم، فی الحدیث الشّریف، على جمیع النّاس، فهذا یعنی أنّهم کلّهم ذَووا خُلق حَسن. فبعضهم حسنٌ و البعض الآخر أحسَن، (کما هو الحال فی الذّهب و الفضّة). و علیه فَلَن یبقى مکانٌ للأخلاق السّیئة فی طبع الإنسان. (فتأمّل).

و بالنّسبة للحدیث الثانی، نرى أنّ المسألة أیضاً هی من باب المُقتضی، و لیس علّةً تامّةً، أو بعبارة اُخرى: إنّ الحدیث ناظرٌ لأغلبیة الناس، ولیس جمیعهم، وإلاّ لخالف مضمون الحدیث، صریح التّأریخ، الذی حکى لنا قَصصاً حقیقیّةً عن أفراد إستطاعوا تغییر أنفسهم وبقوا على ذلک حتّى الممات.

ولخالف أیضاً التّجارب الیومیّة، التی رأینا فیها الکثیر من الأشخاص الفاسدین، غیّروا طریقة حیاتهم بسبب التّعلیم و التربیة، و إستمروا یسیرون فی خطّ الهدایة و الصّلاح حتى الممات.

و خُلاصة القول: أنّه وفی نفس الوقت الذی تختلف فیه سَجایا النّاس، لا یوجد أحد مجبور على الرّذائل و الأخلاق السّیئة، وکذلک الحال بالنسبة للأخلاق الحسنة، فذَوُوا السّجایا الطیّبة إذا ما إتّبعوا هواهم، سیسقطون إلى الحضیض، وذَووا السّجایا الخبیثة، قادرون على بناء أنفسهم و ذاتهم، من موقع التّهذیب و التزکیة، و الوصول إلى أعلى درجات الکمال الرّوحی.

ویجب التّنویه إلى أنّ بعض الأفراد الفاسدین والمفسدین، ولأجل توجیه أعمالهم المخالفة للطریق السّلیم، یتذرّعون بحجج واهیة من هذا القبیل; و أنّ الله تعالى قد جَبَلنا على ذلک الخُلق السّیء. وإن شاء أن یُغیّرنا لفعل؟!....

وعلى کلّ حال، فإن الإعتقاد بعدم إمکانیّة تغییر الأخلاق، لیس له نتیجةٌ إلاّ الوقوع فی وادی الإعتقاد بالَجبر، ورفض ما دعا إلیه الأنبیاء، و القول بأنّ سعی علماء الأخلاق و أطّباء النفس فی إصلاح النفوس، هو سعیٌ غیر مثمر، ویترتب على ذلک بالتّالی فساد المجتمعات البشریة.

 


1. جامع السّعادات، ج 1، ص 24.

 

أدلّة مُؤیّدی نظریة ثبات الأخلاق، و عَدم تغیّرها6 ـ المَسار التّأریخی لِعلم الأخلاق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma