علاقة الآداب و السّنن بالأخلاق فی الرّوایات الإسلامیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
تفسیر و إستنتاج6 ـ علاقة العمل بالأخلاق

أعطى الإسلام أهمیةً کبیرةً لهذه المسألة، ألا و هی، سنّ السنن الصّالحة، و الإبتعاد عن السنن السّیئة، و للمسألة إنعکاساتٌ و أصداءٌ کبیرةٌ فی الأحادیث الإسلامیة، و یستفاد من مجموع تلک الأحادیث، أنّ الهدف هو سنّ العادات الصّالحة، کی تتهیّأ الأرضیة اللاّزمة للتحلّی بالأخلاق الحمیدة، و إزالة الرذائل الأخلاقیة من واقع النفس و السّلوک، ومنها:

1 ـ ما ورد عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله): «خَمْسٌ لا أَدَعُهُنَّ حَتّى المَماتِ الأَکْلُ عَلَى الحضِیضِ مَعَ العَبِیدِ...، وحَلْبُ العَنزِ بِیَدی وَلَبْسُ الصُّوفِ وَالتَّسلْیمُ عَلَى الصِّبیـانِ، لَتَکُونَ سُنَّةً مِنْ بَعدِی»(1).

و الهدف من کلّ ذلک، هو إیجاد روح التّواضع عند الناس من خلال الإقتداء بالرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، فی حرکة السّلوک الإجتماعی.

2 ـ و جاء فی حدیث آخر عنه(صلى الله علیه وآله). أنّه قال:

«مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً عُمِلَ بِها مِنْ بَعْدِهِ کانَ لَهُ أَجْرَهُ وَمِثلَ اُجُورِهِمْ مِنْ غَیرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ اُجُورِهِمْ شَیئَاً، ومَنْ سَنَّ سُنَّةً سَیَّئَةً فَعُمِلَ بِها مِنْ بَعْدِهِ کانَ عَلَیهِ وِزْرَهُ وِمثلَ أَوزارِهِم مِنْ غَیرِ أَنْ یَنْقُصَ مِنْ أَوزَارِهِمْ شَیئاً»(2).

و ورد فی بحارالأنوار نفس هذا المضمون.

و نقل هذا الحدیث بتعابیر مختلفة عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، و الإمام الباقر و الإمام الصّادق(علیهما السلام)، و هو یُبیّن أهمیة الّتمهید للأعمال الأخلاقیّة، و أنّ التّابع و المتبوع هما شریکان فی الثواب و العقاب، و الهدایة و الضّلال.

3 ـ ولذلک أکّد الإمام علی(علیه السلام)، على مالک الأشتر هذا المفهوم أیضاً، لحفظ السنن الصالحة، والوقوف فی وجه من یرید أن یکسر حرمتها، فیقول:

«لا تَنْقُضْ سُنَّةً صالِحَةً عَمِلَ بِها صُدُورُ هذِهِ الاُمَّةِ و إجتَمَعَتْ بِها الاُلفَةُ وَصَلُحَتْ عَلَیها الرَّعِیَّةٌ، ولا تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشیء مِنْ ماضِی تِلکَ السُّنَنِ فَیَکُونُ الأَجرُ لِمَنْ سَنَّها وَالوِزرُ عَلَیکَ بِما نَقَضَتْ مِنْها»(3).

و بما أنّ السّنن الحسنة تساعد على تعمیق عناصر الخیر، و نشر الفضائل الأخلاقیّة فی واقع المجتمع، فهی تدخل فی مصادیق الإعانة على الخیر و نشر السّنن الحمیدة، و أمّا إحیاء السّنن القبیحة والرذائل الأخلاقیة، فتدخل فی مصادیق الإعانة على الإثم والعدوان، و نعلم أنّ فاعل الخیر و الدّال علیه شریکان فی الأجر، وکذلک فاعل الشّر و الدّال علیه شریکان فی العقاب أیضاً، من دون أن یقل من ثواب العاملین، أو عقابهم شیء.

و السّنة الحسنة بدرجة من الأهمیة، بحیث قال الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، فی الروایة المعروفة فی حقّ جدّه الکریم:

«کَانَتْ لِعَبدِ المُطَّلِبِ خَمساً مِنَ السُّنَنِ أَجراها اللهُ عَزَّوَجَلَّ فِی الإِسلامِ: حِرَّمَ نَساءَ الآباءِ عَلَى الأبناءِ، وَ سَنَّ الدِّیَةَ فِی القَتْلَ مأَة مِنَ الإبلَ، وَ کَانَ یَطُوفُ بِالبَیتِ سَبَعَةَ أَشواط، وَ وَجَدَ کَنزاً فَأَخْرَجَ مِنْهُ الخُمسَ، وَسَمّى زَمزَمَ حِینَ حَفَرَهـا سِقایَةَ الحاجِّ».

ویستخلص من مجموع ما تقدم أنّ الآداب و السّنن و العادات، لها معطیاتٌ مهمّةٌ، على مستوى إیجاد الفضائل أو تکریس الرّذائل على حدّ سواء، ولذلک أکّد علیها الإسلام تأکیداً شدیداً و جعل الثّواب لمن یسنّ السّنن الصالحة، والعقاب لمن یسنّ السّنن الرّذیلة، و إعتبرها من الذنوب الکبیرة.

—–

 


1. بحار الأنوار، ج73، ص66.
2. کنز العمال، ح43079، ج15، ص780.
3. نهج البلاغة، رسالة 53.

 

تفسیر و إستنتاج6 ـ علاقة العمل بالأخلاق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma