تاریخ الأنبیاء ملیءٌ بمظاهر التبریر، و خلق الذّرائع من قبل الأقوام السّالفة، فی مواجهة أنبیائهم، وقد أشار القرآن الکریم مراراً إلى هذه الظاهرة، و مرًّة اُخرى یشیر إلى علاقة الجهل بها، فنقرأ فی الآیة (118) من سورة البقرة:
(وَقَالَ الَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ لَوْلاَ یُکَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِینَا آیَةٌ کَذَلِکَ قَالَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ).
فالتأکید هنا على أنّ عدم العلم أو الجهل، هو الذی یتولى خلق الأرضیّة للتذرع، و تبیّن الآیة الکریمة، العلاقة الوثیقة بین هذا الإنحراف الأخلاقی مع الجهل، وکما أثبتته التجارب أیضاً.