و الموضوع الآخر، الذی أثبتت التجربة تأثیره العمیق على السلوک الأخلاقی، و إتّفق علیه جمیع علماء الأخلاق والتربیة والتعلیم، هو عنصر الأصدقاء ودور المعاشرة معهم، ففی حال کون الصّدیق فاسداً و منحرفاً، فی دائرة السّلوک الأخلاقی، فسیؤثّر على صدیقه السلیم، من موقع الانحراف کذلک، والعکس صحیح أیضاً، فالکثیر من المؤمنین، و الأقویاء الإرادة، إستطاعوا أن یؤثّروا على زملائهم الفاسدین، على مستوى الهدایة و الإصلاح، بحیث جعلوا منهم اُناساً أتقیاء، و ملتزمین فی دائرة السّلوک الدّینی و الأخلاقی.
ونعود للقرآن الکریم، و الآیات الّتی تتناول هذ الموضوع:
1 ـ (وَمَنْ یَعْشُ عَنْ ذِکْرِ الرَّحْمَنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ * وَإِنَّهُمْ لَیَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِیلِ وَیَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ یَا لَیْتَ بَیْنِی وَبَیْنَکَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ )(1).
2 ـ (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنّی کَانَ لِی قَرِینٌ * یَقُولُ أَئِنَّکَ لَمِنْ الُْمصَدِّقِینَ* أَئِذَا مِتْنَا وَکُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِینُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِی سَوَاءِ الْجَحِیمِ * قَالَ تَاللهِ إِنْ کِدْتَ لَتُرْدِینِی * وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّی لَکُنتُ مِنْ الُْمحْضَرِینَ )(2).
3 ـ (وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى یَدَیْهِ یَقُولُ یَا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلا * یَا وَیْلَتِی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِیلا * لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنْ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنی وَ کَانَ الشَّیْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولا )(3).