ما ذکرناه آنفاً حول دعامة الأخلاق، من وجهة نظر الإیمان بالمبدأ والمعاد، لا یعنی إنکار الدّور الفعّال، لـ : «العقل الفطری» فی تعمیق المسائل الأخلاقیّة، فالضّمیر و الوجدان فی الحقیقة، هو رسول الله فی أعماق البشر، و من جهة اُخرى له الأثر الکبیر فی تحکیم المبانی الأخلاقیّة، بشرط أن یصاحبها عنصر الإیمان، وتتخلص من حجب الأنانیّة و هوى النّفس.
وأکّد القرآن الکریم، على هذه المسألة مرّات عدیدة، ففی الآیة (100) من سورة «یونس»، یقول الله تعالى: (وَیَجعَلُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِینَ لا یَعقِلُونَ ).
و فی الآیة (22) من سورة «الأنفال»، نقرأ: (إنّ شرّ الدَّوابِ عِندَ اللهِ الصُّمُّ البُکْمُ الَّذِینَ لا یَعقِلُونَ ).
و یقول الله سبحانه، عن الّذین یستهزئون بالصّلاة: فی سورة (المائدة) الآیة (58): (اتّخذوها هُزُواً وَلَعِباً ذَلِکَ بِأنّهُم قَومٌ لا یَعقِلُونَ ).
وهکذا یتبیّن من خلال ما ذُکر آنفاً، خلاصة رؤیة القرآن المجید للمسائل الأخلاقیة.
—–