6.اُصول المسائل الأخلاقیّة فی القرآن الکریم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
الإعتقاد بالجَبر، و بالمسائل اللأخلاقیّةنقد وتحلیل

قبل الخَوض فی هذا البحث، یتحتم علینا إلقاء نظرة على اُصول المسائل الأخلاقیّة فی المذاهب الاُخرى:

1 ـ جَمعٌ من الفلاسفة القدماء، الذین یُعتبرون من المؤسّسین لعلم الأخلاق، جعلوا للأخلاق أربعة اُسس، أو بالأحرى لخّصوا الفضائل الأخلاقیّة فی أربعة اُصول، هی:

1 ـ الحکمة.

2 ـ العفّة.

3 - الشجاعة.

4 - العدالة.

و أحیاناً یضمّون إلیها العبودیّة لله تعالى، و یجعلونها خمسة اُصول.

و یعتبر المؤسّس لهذا المذهب هو «سقراط»، فکان یعتقد أنّ: (الأخلاق تعتمد على معرفة الحسن والقبیح من الأفعال، والفضیلة بصورة مطلقة لیست هی إلاّ العلم والحکمة; أمّا العلم فی مورد الخوف أو الإقدام، یعنی العلم والإطّلاع على الشّیء الذی یتوجب على الإنسان الخوف منه، أو عدم الخوف من شیء ما یعتبر من «الشّجاعة»، وإذا کان فی صدد المُنى النفسیة، فیدّعی بـ : «العفّة»، وإذا کان العلم بالقواعد الحاکمة على ملاقات الناس وروابطهم مع بعضهم البعض، فالمقصود منه هو «العدالة»، وإذا کان العلم فی دائرة وظائف الإنسان مع خالقه هو «التدین والعبودیة»، فهذه الفضائل الخمسة، یعنی: الحکمة، والشجاعة، والعفّة، والعدالة، والعبودیة، هی الاُصول الاُولى للأخلاق السُّقراطیّة)(1).

وکثیر من علماء الإسلام الذین کتبوا وبحثوا فی علم الأخلاق، قبلوا هذه الاُصول الأربعة أو الخمسة، و دقّقوا فیها أکثر، وبنوا لها اُصولاً أقوى وأفضل من سابقتها، وجعلوها أساساً لرؤاهم الأخلاقیّة فی کلّ المجالات.

یقولون فی نظرتهم الجدیدة لهذه الاُصول:

إنّ نفس وروح الإنسان فیها ثلاثة قوى هی:

1 ـ قوّة «الإدراک» وتشخیص الحقائق.

2 ـ قوّة جلب المنفعة أو بتعبیر آخر «الشّهوة»، (بمعناها الوسیع، لا الجنسیّة فقط وتشمل کلّ طلب و إرادة).

3 ـ القوّة الدّافعة أو بتعبیر آخر «الغضب».

وبعدها إعتبروا الإعتدال فی کلّ قوّة، هو إحدى الفضائل الأخلاقیّة، و أطلقوا على الفضائل المنبعثة من هذه القوى بـ : «الحکمة» و«العفّة» و«الشّجاعة»، بالترتیب.

وأضافوا أیضاً: کلّما أصبحت قوّة الشّهوة و الغضب خاضعة لسلطة القوّة المدرکة، و تمییز الحقّ من الباطل، فسوف ینتج عندنا الأصل الرّابع وهو «العدالة».

و بعبارة اُخرى: إنّ تحقیق الإعتدال فی کلّ من القوى الثّلاثة، یعتبر فضیلةً، و هذا الإعتدال یسمّى بـ: «الحکمة» أو «العفّة» أو «الشّجاعة»، وترکیبها مع بعضها البعض، یعنی تبعیّة الشّهوة والغضب للقوّة المدرکة، یعتبر فضیلةً اُخرى تسمّى «العدالة»، وکثیراً ما نرى أنّ الإنسان لدیه الشّجاعة و فی حدّ إعتدال قوّة الغضب، لکنّه لا یوجّهها التّوجیه الصّحیح، و لا یستعملها الإستعمال الصحیح، «کما لو إستعملها فی الحروب غیر الهادفة»، فهنا قد تکون لدیه شجاعة ولکنّها لا تعنی العدالة، أمّا لو إستعمل صفة (الشّجاعة) فی نطاق الأهداف السّامیة العقلائیّة، أی مزجها مع الحکمة، فسیحقّق عندها حالة «العدالة».

وعلیه، فإنّ هذه الفئة من علماء الإسلام، جعلوا کلّ الفضائل و الصّفات الإنسانیّة البارزة، تحت أحد هذه الاُصول، و بإعتقادهم أنّه لا توجد فضیلة، إلاّ وتندرج تحت أحد هذه العناوین الأربعة، وبالعکس فإنّ الرذائل دائماً، تأخذ طریق الإفراط و التّفریط لهذه الفضائل الأربعة.

ومن أراد التّفصیل والإطّلاع على هذا المذهب الأخلاقی; فلیراجع کتاب: «إحیاء العلوم» و کتاب «المحجّة البیضاء»(2).

 


1. سیر حکمت در اروپا، ج1، ص 18، مع شیء من التلخیص.
2. المحجّة البیضاء، ج5، ص96 و 97.
الإعتقاد بالجَبر، و بالمسائل اللأخلاقیّةنقد وتحلیل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma