7 ـ علاقة «الأخلاق» و «التّغذیة»

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
کیفیّة تأثیر «العمل»، فی «الأخلاق» فی الرّوایات الإسلامیّةعلاقة التّغذیة بالأخلاق فی الرّوایات الإسلامیّة

ربّما سیتعجب البعض من هذا العنوان، و ما هی علاقة الأخلاق والروحیّات والملکات النّفسیة بالغذاء، فالأولى للرّوح و الثّانیة للجسم، ولکن بالنّظر للعلاقة الوثیقة، بین الجسم والروح فی حرکة الحیاة و الواقع، فلن یبقى مجالاً للتعجب، فکثیراً ما تسبّب الأزمات الرّوحیة فی الإصابة بأمراض جسدیّة، تضعف جسم الإنسان و تشل عناصر القوّة فیه، فیبیض الشّعر، و تظلم العین، وتخور القوى عند الإنسان والعکس صحیح أیضاً، فإنّ الفرح و حالات الرّاحة التی یمرّ بها الإنسان، تنمی جسمه و تقوّی فکره، و قدیماً توجّه العلماء لتأثیر الغذاء على روحیّة الإنسان وسلوکه المعنوی، و تغلغَلت هذه المسألة فی ثقافات الناس، على مستوى الموروث الفکری والوعی الاجتماعی، فمثلاً شِرب الدّم یبعث على قساوة القلب، والعقیدة السّائدة هی أنّ العقل السّلیم فی الجسم السّلیم.

ولدینا آیاتٌ و روایات تشیر إلى هذا المعنى، و منها الآیة (41) من سورة المائدة، فقد أشارت إلى فئة من الیهود الذین مارسوا أنواعاً کثیرةً من الجرائم بحقّ الإسلام و المسلمین من قبیل التّجسس و تحریف الحقائق الواردة فی الکتب السّماویّة، فقال الباری تعالى: (أُوْلَئِکَ الَّذِینَ لَمْ یُرِدْ اللهُ أَنْ یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ).

و یعقّب مباشرةً قائلاً: (سَمَّاعُونَ لِلْکَذِبِ أَکَّالُونَ لِلسُّحْتِ ).

و هذا التعبیر یبیّن أنّ عدم طهارة قلوبهم، إنّما کان نتیجة لأعمالهم، الّتی منها تکذیب الرّسول والآیات الإلهیّة، وأکلهم للحرام بصورة دائمة، ومن البعید فی خطّ البّلاغة و الفصاحة، أن یأتی بأوصاف لا علاقة لها بجملة: (لَمْ یُرِدْ اللهُ أَنْ یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ).

و منها یعلم أنّ أکل السّحت یسوّد القلب و یُمیته، و یکون سبباً لنفوذ عناصر الرّذیلة، و الزیغ، و الإبتعاد عن الخیر والفضائل.

وفی الآیة (91) من سورة المائدة، ورد الحدیث عن شرب الخمر ولعب القمار، فقال عزّ من قائل: (إِنَّمَا یُرِیدُ الشَّیْطَانُ أَنْ یُوقِعَ بَیْنَکُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِی الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ ).

و لا شک فإنّ العداوة و البغضاء، هی من الحالات الباطنیّة، التی ترتبط برابطة وثیقة مع شرب الخمر ولعب القمار، کما ورد فی الآیة الشریفة، وهو دلیل على أنّ أکل السّحت و الشّراب الحرام یساعد على بروز الرذائل الأخلاقیة، و تکریس حالات العداء والخصومة بین الأفراد، فی خط الشیطان.

ونقرأ فی الآیة (51) من سورة المؤمنون، قوله تعالى: (یَا أَیُّهَا الرُّسُلُ کُلُوا مِنْ الطَّیِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ).

ویعتقد بعض المفسّرین أنّ تقارن ذکر هذین الأمرین: وهما «أکل الطّیبات و العمل الصالح»، هو خیر دلیل على وثاقة العلاقة بینهما، و هی إشارةٌ إلى أنّ إختلاف و تنوّع الأکلات و الأطعمة، له معطیات أخلاقیة مختلفة و متنوّعة أیضاً، فأکل الطیّبات، یطیّب الرّوح و یصلح العمل، وبالعکس فإنّ الأکل الحرام یُظلم الرّوح، و یخبّث العمل(1).

و قد إستدلّ فی تفسیر «روح البیان»، وبعد إشارته لعلاقة العمل الصّالح بأکل الطیّبات، بالأشعار التالیة:

و أشار فی تفسیر: «الإثنی عشری»، فی ذیل هذه الآیة، إلى علاقة نورانیّة القلب و صفائه، و الأعمال الصّالحة بأکل الحلال(2).

—–

 


1. یرجى الرجوع إلى تفسیر الأمثل، ذیل الآیة 51، من سورة المؤمنون.
2. تفسیر الإثنی عشری، ج9، ص145.

 

کیفیّة تأثیر «العمل»، فی «الأخلاق» فی الرّوایات الإسلامیّةعلاقة التّغذیة بالأخلاق فی الرّوایات الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma