2 ـ وجوب التّوبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
1 ـ حقیقة التّوبة3 ـ عمومیّة التوبة

إتّفق علماء الإسلام على وجوب التّوبة، و کذلک فإنّ القرآن قد صرّح بها فی الآیة (8)

من سورة التّحریم: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّکُمْ أَنْ یُکَفِّرَ عَنْکُمْ سَیِّئَاتِکُمْ وَیُدْخِلَکُمْ جَنَّات تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ ).

إنّ کلّ الأنبیاء عندما یتقلدّون أعباء الرّسالة، فأوّل شیء یدعون إلیه هو التّوبة، لأنّه بدون التّوبة و تنقیة القلب، لا یوجد مکان للتّوحید والفضائل فی أجواء النّفس و واقع الإنسان.

فالنّبی هود(علیه السلام)، أوّل ما دعى قومه: إلى التّوبة و الإستغفار، فقال تعالى: (وَیَا قَوْمِ اُسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ )(1)

و کذلک النّبی صالح(علیه السلام)، جعل التّوبة أساساً لعمله و دعوته، فقال تعالى: (فَآسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ )(2).

ثم النّبیّ شعیب(علیه السلام)، الذی تحرک فی دعوته من هذا المنطلق، فقال تعالى: (وَ آسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَیْهِ إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ )(3).

و دعمت الروایات ذلک الأمر، و أکّدت على وجوب التّوبة الفوریّة، ومنها:

1 ـ وصیة الإمام علی(علیه السلام) لإبنه الإمام الحسن(علیه السلام):

«وَإِنْ قَارَفْتَ سَیِّئَةً فَعَجِّلْ مَحوَها بِالتَّوبَةِ»(4).

طبعاً حاشا للإمام أن یقترف الذّنوب، ولکن قصد الإمام علی(علیه السلام) هنا، تنبیه الآخرین إلى هذا المعنى.

2 ـ قال الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، لإبن مسعود:

«یابنَ مَسْعُودَ لا تُقَدِّمِ الذَّنْبَ وَلا تُؤَخِرِ التَّوبَةَ، وَلَکِنْ قَدِّمِ التَّوبَةَ وَأَخِّرِ الذَّنْبَ»(5).

3 ـ وفی حدیث آخر، قال الإمام علی(علیه السلام): «مُسَوِّفُ نَفْسِهِ بِالتَّوبَةِ مِنْ هُجُومِ الأَجَلَ عَلَى أعْظَمِ الخَطَرِ».(6)

4 ـ وقال الإمام الرضا(علیه السلام) نقلا عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله):

«لَیسَ شَیءٌ أَحَبُّ إلَى اللهِ مِنْ مُؤمِن تائِب أو مُؤمِنَة تائِبَة»(7).

و یمکن أن یکون هذا الحدیث دلیلا على وجوب التّوبة، لأنّها أحبّ الأشیاء إلى الله تعالى فی دائرة السّلوک البشری.

مضافاً إلى ذلک، هناک دلیلٌ عقلی على وجوب التّوبة، وهو أنّ العقل یحکم، بوجوب دفع الضّرر المحتمل أو المتیقن، و تحضیر وسائل للنجاة من العذاب الإلهی، و بما أنّ التّوبة هی أفضل وسیلة للنجاة من العذاب، فلذلک یحکم العقل السلیم بوجوبها، فالعاصین أنّى لهم الخلاص، من العذاب الدّنیوی والاُخروی، و لمّا یتوبوا بعد؟!

نعم، فإنّ التّوبة واجبةٌ، بدلیل القرآن و الرّوایات و العقل، إضافةً إلى قبول المسلمین لها أجمع، وبناءً علیه فإنّ الأدلّة الأربعة تحکم بوجوب التّوبة، و وجوبها فوری، و قد تطرق علم الاُصول لهذا الأمر، على أساس أنّ الأوامر کلّها ظاهرةٌ فی الوجوب ما لم یثبت العکس.

 

 


1. سورة هود، الآیة 52.
2. سورة هود، الآیة 61.
3. سورة هود، الآیة 90.
4. بحار الأنوار، ج 74، ص 208.
5. بحار الأنوار، ج 74، ص 104.
6. مستدرک الوسائل، ج 12، ص 130.
7. مستدرک الوسائل، ج 12، ص 125.

 

1 ـ حقیقة التّوبة3 ـ عمومیّة التوبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma