ما الفرق بین الرّیاء و السّمعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
هل النّشاط فی العبادة یُنافی الإخلاص؟الخطوة السّابعة: السّکوت و إصلاح اللّسان

هذا سؤال یفرض نفسه أیضاً، فهل یوجد فرق بین الرّیاء و السّمعة؟، و هل أنّهما یتنافیان مع إخلاص النیّة، و یوجبان بطلان العمل؟.

الجواب: الرّیاء: هو فعل الخیر أمام مرآى و مسمع من النّاس، لکسب الوجاهة لدیهم، و لیشار إلیه بالبنان من موقع المدح و الثّناء.

و أمّا السّمعة، فهی أداء أفعال الخیر بعیداً عن أنظار النّاس، ولکن لِیُفهمَهم لاحقاً أنّه هو الذی فعل هذه الاُمور، لیکتسب بذلک و جاهةً لدیهم، والحقیقة أن الدّافع لِکِلا الإثنین غیر إلهی، فالأوّل یؤدّی عمل الخیر أمام مرآى الناس، و الثّانی بصورة غیر مُباشرة و عن طریق السّماع، ولا فرق بینهما فی دائرة فساد النیّة، و بطلان العمل و فقدان قصد القربة.

ولکن إذا فسّرنا السمعة بأنّها أداء الفعل بقصد القُربّة، ولکن إذا علم النّاس فی الآجل و مدحوه و أثنوا علیه، فإنّه یفرح بذلک، فلا شکَّ بأنّ هذه الحالة لا توجب بُطلان العمل.

و یمکن أن یتحرک الإنسان فی سلوکیّاته و أعماله، بقصد القُربة المطلقة، ولکنّه یرویها للناس بعد ذلک لیحتل مکانةً بینهم، «و هذا العمل یُسمى بالرّیاء اللاّحق»، فهذا السّلوک أیضاً لا یُبطل العمل، لکنّه یُقِّلل من قیمته إلى أدنى حدّ، وخصوصاً من النّاحیة الأخلاقیّة.

و قد تحدّث بعض من کبار الفُقهاء، عن کیفیّة نفوذ و توغّل الرّیاء فی أعمال الإنسان، و قالوا أنّها على عَشرِ صُوَر:

الصّورة الاُولى: أن یکون قصده من الفعل: مشاهدة النّاس له، و لا شکّ ببطلانها.

 

الصورة الثّانیة: أن یکون الهدف فیها الباری تعالى، و الرّیاء مَعاً، و هذه الحالة أیضاً موجِبةُ: للبطلان و الإحباط.

الثّالثة: أن یُرائی فی جزء من الأعمال الواجبة، کما لو مارس الرّیاء فی الرّکوع، أو السّجود وحده فی الصّلاة الواجبة، و لا شک فی کونه یستوجب البُطلان، حتى لو کان هناک مجالاً للإستدراک، و حاله حالَ ما لو فقد وضوءه وهو فی أثناء الصّلاة، و إن کان الأحوط أن یأتی بالجزء الذی وقع فیه الرّیاء، ثم إعادة الصّلاة بعد الإنتهاء.

الصّورة الرّابعة: الرّیاء فی الجزء المستحب، کما فی القُنوت، فهو أیضاً من دواعی البُطلان.

الخامسة: أصلُ العمل و القَصد، یکون الله تعالى، ولکنّه یؤدّیه فی مکان عام: (کالمسجد)، من دون قصد ربّانی فیه، وهو باطلٌ أیضاً.

السّادسة: أن یُرائی فی وقت العمل، فأصل الصّلاة لله تعالى، و لکنّه یُرائی فی أدائها فی أوّل وقتها، فعمله باطلٌ أیضاً.

السّابعة: أن یُرائی فی بعض خُصوصیات و أوصاف العمل، کما لو صلّى الجماعة، و هو فی حالة من الخشوع والخضوع المُفتعلة، وهو باطلٌ أیضاً، فالموصوف یتبع الأوصاف فی هذه الحالة.

الثّامنة: أن تأتی بالعمل قربةً إلى الله، ولکنّه یرائی فی مقدّمات العمل، فیذهب إلى المسجد بقصد الصّلاة و الثّواب، ولکنّ حرکته نحو المسجد بقصد الرّیاء. فالکثیر من الفُقهاء لا یرون بُطلان العمل لمثل هذا النوع من الرّیاء، لأنّ مقدّمات الرّیاء حدثت بعیداً عن العمل، وهو ما تقتضیه القاعدة الفِقهیّة.

التّاسعة: أن یُؤدّی بعض الأوصاف الخارجیّة بنیّة الرّیاء، کما لو صلّى للهِ تعالى، ولکنّه یحنّک نفسه ریاءً، فالبِّرغم من قبح هذا العمل، ولکنّه لا یُبطل الصلاة.(1)

عاشراً و أخیراً: أن یتحرّک فی إتیانه بالعمل، من موقع القربة المطلقة لله تعالى، ولکن إذا شاهده الناس، فإنّه یشعر فی قرارة نفسه بالفرح، من دون أن یؤثّر ذلک على کیفیّة العمل، فهذا القسم لا یوجب البُطلان أیضاً، لأنّه لا یعدّ من الرّیاء.

و نصل هنا إلى نهایة بحثنا حول الرّیاء، و إن کنّا قد أعرضنا عن کثیر من الاُمور، إجتناباً للتّطویل.

—–


1. نَسترعی الانتباه: إلى أنّ التّحنیک فی الصّلاة لم یثبت استحبابه، وما ورد فی الرّوایات فهو یشمل کلّ الحالات والأوقات، وفی وقتنا الحاضر یحتمل أن یکون من لِباس الشّهرة.

 

هل النّشاط فی العبادة یُنافی الإخلاص؟الخطوة السّابعة: السّکوت و إصلاح اللّسان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma