و أفضل طریق لذلک، ما ورد عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام)، نقلاً عن الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، فقال: «أَکْیَسَ الکیَسِینَ مَنْ حاسَبَ نَفْسَهُ...» فَقَالَوا: یا أَمیرِ المُؤمِنِینَ وَکَیفَ یُحاسَبُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ؟.
قال: إذا أَصْبَحَ ثُمَّ أَمسى رَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَ قَالَ: یا نَفسُ إِنَّ هذا یَومٌ مضى عَلَیکِ لا یَعُودُ إِلَیکِ أَبَداً، وَ اللهُ سائِلُکِ عَنْهُ فَیما أَفْنَیتَهُ، فَما الَّذِی عَمِلْتَ فِیهِ؟ أَذَکَرْتَ اللهَ أَمْ حَمَدْتَه؟ أَقَضَیتِ حَقَّ أَخ مُؤمِن؟ أَنْفَّسْتَ عَنْهُ کُربَتَهُ؟ أَحَفِظتِیهِ بِظَهرِ الغَیبِ فِی أَهْلِهِ وَوَلَدِه؟ أَحَفِظتِیهِ بَعْدَ المَوتِ فِی مُخلِّفِیهِ؟ أَکَفَفتِ عَنْهُ غَیبَةِ أَخ مُؤمِنْ بِفَضْلِ جـاهَک؟ أَأعَنْتَ مُسلِماً؟ مـا الَّذِی صَنَعْتِ فِیهِ؟ فَیَذکُرَ مـا کـانَ مِنْهُ، فإنْ ذَکَرَ أَنّهُ جَرى مِنهُ خَیرَ حَمَدَ اللهَ عَزَّوَجَلَّ وَکَبَّرَهُ عَلى تَوفِیقِهِ، وإِنْ ذَکرَ مَعْصِیةً أَو تَقْصِیراً اسْتَغْفَرَ اللهَ عَزَّوَجَلَّ وَعَزَمَ عَلى تَرْکِ مَعـاوَدَتَهُ وَمحـا ذَلِکَ عَنْ نَفْسِهِ بِتَجْدِید الصّلاةِ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّیّبِینَ وَعَرَضَ بَیعَةَ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ عَلَِى نَفْسِهِ وَقَبُولِهـا، وإِعـادَة لَعَنَ شـانِئِیهِ وَأَعدَائِهِ، وَدَافِعِیه عَنْ حُقُوقِهِ، فَإِذا فَعَلَ ذَلِکَ قَالَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ: لَستُ اُنـاقِشُکَ فِی شیء مِنْ الذُّنُوبِ مَعَ مُوالاتِکَ أَولِیائِی وَمُعـادَاتِک أَعدَائِی»(1).
نعم فإنّها أفضل طریقة لمحاسبة النّفس، و إلجامها عن الّتمادی فی خطّ العصیان و الّتمرد.